مئات المقدسيين يواجهون خطة هدم مقبرة «مأمن الله» جـدار الفـصل يلتـهم 10 بالمئـة مـن أراضـي الضفـة
مقدسيون خلال التظاهرة في مقبرة «مأمن الله»، أمس، احتجاجاً على جرف الاحتلال لمئات المدافن فيها (أ ب أ)
شارك مئات المقدسيين، صباح أمس، في تظاهرة دعت إليها قوى وفصائل العمل الوطني ومؤسسات المجتمع المدني في مدينة القدس المحتلة، احتجاجاً على قيام بلدية الاحتلال الاسرائيلي في المدينة بجرف مئات المدافن في مقبرة «مأمن الله»، في إطار حملة تستهدف إزالة هذا المعلم الإسلامي التاريخي لبناء ما تسميه إسرائيل بـ«متحف التسامح» على أنقاضه.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «أين حرمة الأموات؟» و«الاعتداء على القبور جريمة»، وأخرى بالانكليزية كتب عليها «المجتمع المتحضر يترك الموتى يرقدون بسلام»، و«أنقذوا مقابرنا من الدمار والتدنيس».
وحاصرت الشرطة الإسرائيلية
المتظاهرين، في محاولة لردعهم، ومنع توجه المزيد من أبناء الحركة الوطنية والمتضامنين الأجانب إلى موقع المقبرة. وكانت شرطة الاحتلال سمحت بتنظيم التظاهرة، لكنها اشترطت ألا يتجاوز عدد المتظاهرين المئتين.
وقال رئيس «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» زكي اغبارية: «نحن هنا اليوم مع جماهيرنا لنستمر في نشاطنا لحماية ما تبقى من مقبرة مأمن الله، والاحتجاج على نشاط المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية الذي يهدف إلى طمس المعالم الإسلامية العربية في المقبرة وإخفاء معالمها».
وأضاف «بالرغم من أننا استصدرنا من البلدية تصاريح للترميم وتنظيف المقبرة، وعملنا لمدة سبعة أشهر متتالية، إلا أننا فوجئنا بجرافات إسرائيلية وشاحنات كبيرة تزيل نحو 200 قبر». وأشار إلى أنّ «الخلاف بيننا وبين البلدية كان على ثلاثين قبرا تناثرت حجارتها وقمنا بصيانتها، وادعت البلدية ان هذه القبور غير حقيقية بنيناها حديثا». وتساءل «إذا كان الخلاف على ثلاثين قبرا، فلماذا يجرفون نحو مئتين؟».
من جهته، قال عضو المجلس الثوري في حركة فتح ديميتري دلياني، الذي شارك في التظاهرة، إن «مقبرة مأمن الله تبعد أقل من كيلومتر واحد إلى الغرب من سور القدس القديمة، وتعد من أقدم مقابر القدس وأكبرها حجماً، حيث تُشير سجلات دائرة الأراضي في العام 1938 إلى أن مساحتها تبلغ حوالي 135 ألف متر مربع، ودفن فيها على مر العصور، ولغاية العام 1927، الآلاف من الشهداء والصحابة والعلماء والأدباء والأعيان والحكام الذين ارتبطوا بتاريخ القدس العربية».
وتساءل دلياني «لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد إذا قام مراهقون عنصريون بكتابة شعارات على قــبور اليهود في أوروبا، فيما أحد لا يكترث لإزالة قبور العرب بأكملها بقرار من حكومة الاحتلال المعترف بها دولياً؟».
من جهة ثانية، قال وزير الدولة الفلسطيني لشؤون الجدار والاستيطان ماهر غنيم إن الجزء الذي تم بناؤه حتى الآن من جدار الضم والتوسع العنصري التهم 583.5 كيلومترا مربع، أي ما يوازي 10.3 في المئة من أراضي الضفة الغربية.
وأوضح غنيم أن طول الجدار الآن بلغ 440 كيلومترا وهو ما يعادل نسبة 58% من طول الجدار الذي سيصل طوله عند اكتماله إلى 758 كيلومتراً، بينها 696.3 كيلومتراً داخل الضفة. وأشار إلى أن هذا التوسع يعني أن قرابة 855 ألف مواطن فلسطيني موزعين في 203 تجمعات فلسطينية سيتأثرون بالجدار منهم 309 آلاف في 55 تجمعا معزولون ومحاصرون بشكل كامل والباقي محاصرون بالجدار من جهة أو أكثر.
إلى ذلك، نقلت وكالة «آكي» عن مسؤول في السلطة الفلسطينية أنّ الإدارة الأميركية تواجه صعوبة كبيرة في إقناع اسرائيل بالقبول ببيان يصدر عن اللجنة الرباعية الدولية يشكل أساسا للمفاوضات المباشرة، مشيرا إلى ان الإدارة الأميركية تعمل الآن على بحث صيغة بيان مشترك شبيه بالبيان الذي صدر عشية انطلاق المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية عقب مؤتمر أنابوليس في خريف العام 2007.
وأضاف أنّ «المسؤولين الأميركيين يرون أن صدور بيان عن اجتماع الحكومة السباعية الإسرائيلية برفض بيان الرباعية، في الوقت الذي كان يجتمع فيه مساعد المبعوث الأميركي السفير ديفيد هيل مع الرئيس محمود عباس، قد عقد الامور، ولهذا السبب لم يصدر بيان اللجنة الرباعية حتى الآن»، مشيراً إلى أنه «بناء على ذلك، فان الولايات المتحدة تفكر ببيان مشترك شبيه بذلك الذي صدر عشية انطلاق المحادثات في أنابوليس».
............................عن جريدة السقير
.................................................................أحييكم بخالص الود
................................................................تامر رسوق