أخذ الوصف مكانة كبيره في الشعر العربي في مختلف العصور .فقد كان الشاعر يصف موضوعه بشكل شعري رائع يهتم بأدق التفاصيل مصورا كل شيء من موضوعه بصورة شعريه دامجا االصور ليجعل منها لوحة مرسومه لابد للقاريء أو المستمع من تخيلها والتمتع بجماليتها.ويجعلها معزوفة تطرب الآذان وتبهج الأرواح. فوصفو خيولهم ووصفو الطبيعة كالهضاب والجبال والوديان والواحات . كما وصفوا النياق والجمال ووصفو ديارهم وابدعوا بوصف معشوقاتهم,ولكني اليوم سأقف عتد هذه المعزوفة الرائعه لأبي نواس وهو ذاهب مع بعض أصحايه يبحثون عن ماخور لشرب الخمر لأن الحانات في تلك الأيام كانت سرية مختفية في زواريب بعيدة عن الأعين يصف أصدقائه وبائعة الخمر ويصف الخمرة بوصف لايفوقه وصف يجعل كل إنسان يتذوق الشعر يشعر برغبة فيها ولو كان يحرمها وبالمختصر لايوجد وصف أجمل من ذلك طبعا برأيي .
وإليكم هذه الأبيات والحكم لكم:
وفتية كمصابيح الدجى....... غرر
شم الأنوف من البيض.. المصاليتِ
صالوا على الدهر باللهو الذي وصلوا
ليس حبلهم منه........... بمبتوتِ
دان الزمان بأفلاك...... السعود لهم
وعاج يحنوا عليهم... عاطف الليتِ
إذا بكافرة شمطاء....... قد برزت
في زي مختشع.......... لله زميتِ
قالت من القوم.. قلنا..... قد علمتهم
من كل سمح بفرط الجود... منعوت
حلوا بدارك مجتازين..... فاغتنمي
بذل الكرام.... وقولي كيفما شيتِ
قالت فعندي الذي تبغون.. فانتظروا
عند الصباح فقلنا...... بل بها إيتِ
هي الصباح... يجلي الليل صفوتها
إذا رمت بشرر......... كاليواقيتِ
رمي الملائكة الرصاد.... إذا رمت
بالنجم في الليل..... مراد العفاريتِ
المقصود بكافرة بائعة الخمر ونعتها بالكافره لايعود لأنها تبيع الخمر فقد كان في تلك الأيام كل من هو غير مسلم يسمى كافرا وبائعي الخمر جميعهم كانوا من غير المسامين هذا كان للتوضيح..
ولكن ما هو مهم بالوصف هنا طبعا كل الأبيات .وتركيزنا على وصف الخمره تخيلوا معي كيف صور الرزاز المنتشر من كأس الخمر بأنه يرمي شررا بهيج المنظر كشرر النور الذي يصدر من الياقوته.وذهب إلى أقاصي الفضاء فرأى ذلك الشرر يشابه ما تطلقه الملائكة من شرر {الشهب} لتقتل الشياطين التي تحاول الإقتراب من السماء لتستمع إلى أخبارها .فما رأيكم بأبي نواس وبالخمرة بعد قراءة هذه المعزوفة الرائعه..........
................إلى اللقاء مع وصف آخر
...............................................أحييكم بخالص الود
.....................................................تامر رسوق