نتابع معا هذه الأيام أخبار التحركات الكثيرة التي تحدث على المستوى السياسي العربي من أجل وقف الجريمة التي ترتكبها إسرائيل بدم بارد في غزة، وهو ما كنا نطالب به من البداية ولكن مع مشكلة واحدة، أن كل هذه التحركات تأتي في اتجاهات متنافرة متضاربة لتجعل المحصلة في النهاية.. صفر، أو لننصف الحقيقة ونقول أنها تكاد تقارب الصفر ..
ولم أكد أشاهد نشرة الأخبار اليوم حتى تذكرت فيلم تم تصويره أواخر العام 2007 في محمية كروجر في أفريقيا بواسطة أحد السياح لمشهد مفاجئ وعجيب للغاية..
حيث قامت مجموعة من الأسود بالتربص لقطيع من الجاموس البري، وما أن بدأ القطيع يقترب حتى هاجمته الأسود ففر القطيع في كل الاتجاهات لتقوم الأسود بالإمساك بجاموس صغير لم يستطع اللحاق بباقي القطيع، وما أن بدأت الأسود في سحب الجاموس الصغير أعلى ضفة النهر لأكله حتى ازداد المشهد غرابة بهجوم تمساح من النهر على الجاموس الصغير أيضا يريد افتراسه لنفسه، لتبدأ معركة بين الأسود والتمساح حول الجاموس الصغير الذي تخلى عنه الجميع، لتنتصر الأسود في النهاية وتستطيع تخليص الجاموس الصغير من التمساح.
وهنا ازداد المشهد غرابة أكثر وأكثر، فعلى غير المتوقع بدأ قطيع الجاموس يعود شيئا فشيئا مجتمعا مع بعضه ككتلة واحدة متماسكة ليقترب من الأسود التي تحيط بالجاموس الصغير لتأكله. وظلت تقترب شيئا فشيئا حتى حاصرت الأسود من الثلاثة اتجاهات ليبدأ الجاموس بعدها في ضرب الأسود والجري وراءها في مشهد عجيب للغاية.. الجاموس يجري وراء الأسود التي تجري مذعورة!!!
حتى قاموا بتخليص الجاموس الصغير الذي ظل حيا!!..
إذا كانت الوحدة والتكاتف هي أحد السنن الكونية التي استوعبتها الحيوانات بفطرتها التي خلقها الله عليها..
فهل من متعظ؟!!…