sami-f مراقب اداري
عدد المساهمات : 33 تاريخ التسجيل : 06/08/2010 العمر : 33
| موضوع: عين الورد وأهميتها في حياة أهالي السقيلبية السبت سبتمبر 11, 2010 2:51 am | |
| ظلت عين الورد في السقيلبية حتى منتصف السبعينات من القرن الماضي مركز إشعاع حياتي وتوهج يضج بالعمل والتضامن والالفة، وربما كانت المكان الوحيد القادر آنذاك على استقطاب جميع الأهالي على اختلاف أعمارهم ومشاربهم ، بالرغم من أن مياه الشرب الحكومية وصلتنا أواخر الخمسينات من القرن المذكور . وان دلّ هذا إنما يدل على أنها لم تكن مصدراً للشرب والسقاية فقط إنما لوظائف حياتية متعددة الجوانب، ومرتعاً خصباً للخيال والحكايا التي حفظتها الذاكرة الشعبية. عند سفح هضبتها الغربية كانت توضع الحلّة صيفاً لسلق القمح بعد نقعه وتصويله بمائها و ليستمر هذا حتى ينهي آخر سقيلباوي عمله فيها. وعندها اعتادت النسوة غلي الثياب وتنظيفها ونشرها فوق أغصان العوسج والديس التي شكلّت سياجاً بديعاً ًللبساتين والمزروعات المنتشرة هناك ، كما انتشرت نباتات ونمت على أطراف مجراها كالنعناع البري والقرّة والجرجير والعيصلان وزهر الزهور وغيرها. لقد حظيت عين الورد بمكانة روحية هامة لم نجد لها مثيلاً عند باقي العيون على حد علمي ففيها مورست طقوس عبادية اختص بها أهلنا القدامى، إذ اعتادوا الغطس في مائها يوم عيد الغطاس قبيل الفجر وبعد أن يكون الخوري آنذاك قد صلّى صلاته، وغطس أولاً مفتتحاً مهرجان الغطس وسط حلكة الليل، واشتداد البرودة، في يوم كانوني غالباً ما كان مثلج، مرددين بإيمان بعض التضرعات والأمنيات الخاصة : ( غطّس ياماري حنا *** وارفع الشدة عنا ) أو (غطّس ياماري الياس وطوّلي شعري بطول المسّاس ). أما خيولهم ودوابهم فاعتادوا على جرها يوم عيد الصليب ( 14أيلول ) من كل سنة ليغسلوها بماء العين وقد تباركت في هذا اليوم أيضاً بحسب الاعتقاد السائد تلك الفترة. ومع حلول الربيع حيث خميس مريم أو خميس الأسرار، يتسابق الأطفال مع أمهاتهم إلى قطف النعناع ، وزهر الزهور المنتشر بغزارة حول العين ، لغسل وجوههم صبيحة اليوم المذكور بمنقوع هذه النباتات المعطر. لقد دخلت العين ضمن الحكايات والمخذون الفكري للذاكرة الشعبية، فتروي العامة على لسان المعمرين أن أسامة بن المنقذ الشاعر الفارس ، قد مرّ بالعين ، واستراح عندها، وشرب منها وذكرها في أشعاره . كما أن فهد الخيل أحد أبطال سيرة بني هلال المشهورة قد مات عند منهلها. وهذا لايعطينا إلا فكرة هامة جداً، تتمحور حول ذلك الخيال الخصب، الصافي، المشبع بالجمال لأهلنا القدامى، الذي أغناه مناخاً كان سائدا آنذاك من الطبيعة، والطيبة، والمحبة مما ساهم في رفد المخيلة الشعبية بالقصص، والحكايات، والأخبار التي أعطت تنوعاً لجلسات السهر والنوادر. لن ننسى أثر المكان وأهميته في القلوب حيث الصبية تعاود الرجوع عامدة إفراغ جرتها في الطريق لتملأها مجددأً وتفوز بنظرة أو ابتسامة من الحبيب المترقب، مع رفاقه عشاقاً يصطفون الواحد بجانب الآخر فوق سطح العين، يجدون فيها مكاناً للحب العذري. بقي أن نذكر أن المعلم الصحافي المهجري وابن السقيلبية أنطونيوس أنيس الخوري والمتوفى في الأرجنتين قد أتى على ذكر العين في مخطوطه الوحيد إذ يقول وهو يتغنى بأبناء قريته ذاكراً خصالهم : … وأهلهم قوم كرام طبعوا على الجود والكرم والسخاء ، ولكثرة جودهم وسخائهم خصًهم جلالة المولى بأرض خصبة جيدة فحيثما سرت فيها، تجد ينابيع متفجرة تتألف أو تنساب سواقي جارية فينتهي مجراها في غاطوسها وغاطوسها خميلة من خمائل الدنيا . يشوقك أن تنظر إلى منهلها الثجاج المقابل تلها المتدفقة ميازيبه الثابت مع العصور، يسقي أهلها ماء سلسبيلاً، صافياً، وأظنه متفجراً من نهر دجلة أو نهر الفرات . غيث العبد الله- السقيلبية | |
|
Admin مدير
عدد المساهمات : 316 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 63 الموقع : سورية
| موضوع: رد: عين الورد وأهميتها في حياة أهالي السقيلبية الخميس سبتمبر 16, 2010 7:01 am | |
| موضوع جميل سامي ممتع لي ذكريات في عين الورد عندما كنت صغيراً لك تحياتي سامي ابو عصام | |
|
sami-f مراقب اداري
عدد المساهمات : 33 تاريخ التسجيل : 06/08/2010 العمر : 33
| موضوع: رد: عين الورد وأهميتها في حياة أهالي السقيلبية الخميس سبتمبر 16, 2010 2:21 pm | |
| | |
|