اللقاء الاخير
الزمن بعد الميلاد بحوالي الفي عام الا قليل
المكان حديقة السكي في دمشق
الفصل ربيعيا
الساعة تقترب من الثانية ظهرا
رواد الحديقة لم يكونو اكثر من شاب و فتاة يهمسان على مقعد قريبا من مقعدي
تارة يصمت الشاب يجول بعينيه في ارجاء الحديقة و يعود مرة اخرى
الى حديثة مع تلك الفتات السمراء التي لا تتجاوز السادسة عشر عاما
رجل في الستين يحمل بيديه عصا يتكأعليها ربما يعاني من
مرض ما ..يزرع طرقات الحديثة جيئتاةوذهابا
الحديقة بضعة من الناس تجمعهم اللحظة و يفرقهم الكثير
تأخرت فيروز ..فيروز صديقتي الدمشقية اتصلت
لتخبرني بحاجتها لي في امر هام و عاجل
غادرت دوامي قبل نهايته بقليل
نطرت الى عقارب ساعتي لقد تأخرت قليلاً رفعت نظري لاجدامراة كبيرة قليلا بالسن
لهجتها مصرية قالت :اقرأ
لك الودع يا بيه
لا اشكرك لا داعي
ابتسمت و غادرت الى شخص اخر
وصلت اخيرا فيروز تسبقها رائحة عطرها لتمتزج بالورود والاشجار المحيطة بخطواتها الرشيقة
يا لرائحة عطرها الجميل الذي يحتل كل مراكز لحواس لدي
يتغلغل في اعماقي
يغير الوان الحياة في ناظري
انظر في عينها فايحر دون شراع في عوالم من السحر
و يلعب الشيطان بعقلي
لا تنفع جميع تعويذات و ترتيلات ديانات الشرق القديم لطردهٍ
جلست
استفسرت عن الامر الهام
قالت لاشيء احببت ان اراك هكذا اليس من المهم ان تراني
اجبتها نعم نعم
حاولت ان اقرأ تضاريس وجهها لغة عينيها علي احصل على اجابة اخرى لم افلح
تكلمنا كثيرا ومعظم كلامنا كان صمت
غادرت بعد فترةوتركت ورائها الكثير من الاسئلة
وبضعة عطر تتماوج حولي
عادت المرأة المصرية تسأل عاوزني اقرأ لك الودع يابيه
هذه المرة لم تنتظر ردي جلسة بقربي على المقعد
وبدأت بالكلام
كنت شارداً لم اكن معها استرعى انتباهي قولها : البنت دي مش من نصيبك
ويمكن ماتشوفهاش تاني ضحكت لها اعطيتها بضع ليرات
لم اصدق كلمة مما قالت فأنا لاأؤمن بالمنجمين
ولكني في الحقيقة لم ارى فيروز مرة اخرى
سمعت انها تزوجت من خليجي وسافرت معه بعد فترة من هذا اللقاء
ولكن صدقوني لازلت لااؤمن لا بالتنجيم ولا بالمنجمين
ابو عصام