بوذا وكتابه المقدس
الداما بادا
الداما وتعني الشرع العدل العدالة الطاعة الحقيقة
وبادا تعني السبيل الخطوة التقدم
هذا الكتاب لبوذا هو كتاب روحي رئيسي للبوذيين في سيرلانكا وجنب شرقي أسيا
وهذا الكتاب عبارة عن نصوص أدبية تحمل مفارقات وكنايات بسيطة سهلة الفهم ومفاهيم مثل
الوعي الأزهار الحكيم الفرح العقاب السرور الحسن والرديء العدل الطهارة الخ
في كتابه يبرئ بوذا الحكماء من أنفسهم لأنهم يرمون خلف ظهورهم أكاليل المديح وجبال الذم يمضون في طريقهم غير مبالين
لايثرثرون عن رغباتهم . بصيرتهم هي الحقيقة الصافية والحكمة التي يبغون زرعها في قلوب وعقول البشر في باب الحكماء يؤكد بوذا على أهمية حفاظ الإنسان على خفته التامة حيث لايحمل في ذهنه مسببات السرور ولا يقاتل من اجل التملك
جسده النقي من الخطيئة وباطنه الواضح هما حكمته في الدنيا في التخلي تنشد المتعة حيث المتعة تبدو صعبة في التخلي عن المسرات كلها في التخلي عن الممتلك كله يتطهر الحكيم مما يثقل ذهنه
وفي باب السرور يربط بوذا بين الشهوة والطمع والسرور وذلك من خلال مفهوم الانعتاق من سطوة تلك الحالات النفسية التي تصادف الإنسان فجأة ويحذر من غرق النفس في ملذاتها
حيث يقول ((من السرور يأتي الخوف ـ المنعتق من السرور لا يعرف حزناً ولا خوفاً))
بوذا هنا يطالبنا بالترفع إلى درجة النبل المثالي هذا يعتبر مستحيلاً وإلا لتحول كل من اتبعوا بوذا إلى أنبياء مصدقين إلى الأبد وذلك لم يحدث
ولكن ألا يمكن إن كتاب بوذا الداما بادا يعتبر تنجربة خاصة في كيمياء النفس البشرية التي باعت معظم مبادئها بحثاً عن التلمك والاتجاه الدنيوي البائس الزائل
وعندما تتطهر من أوزارك وتنعتق من ذنوبك سوف تدخل العالم السماوي لذوي النبل
وخاتمة باب الطهارة حيث يتجنب المرء الخطأ ولا يؤذي أحداً ولا يعلق بالمسرات كالماء على زهرة اللوتس يتسامح مع غير المتسامحين
ويكتفي بنصيبه بين الطامعين الطاهر لا يقتل أبداً ولا يتسبب بالموت
(( المرء الذي اسميه طاهراً صادقا نافعاً رقيقاً لايستثير أحداً ))
كتاب الداما بادا يتمتع بتواتر شعري متدفق يترك القارىء في تأمل ذاتي بين حياته الشخصية وما قاله هذا الحكيم العظيم الذي غيراً من العادات في حياة شعوب مختلفة على وجه هذا الكوكب
ـــــــــــ
ابو عصام