ميرنا جنيد مشرفة
عدد المساهمات : 45 تاريخ التسجيل : 27/09/2010
| موضوع: كتاب المقتبس من أنباء الأندلس // الجزء الاول السبت نوفمبر 27, 2010 4:28 pm | |
| كتاب المقتبس من أنباء الأندلس أبي حيان القرطبي سنة اثنتين وثلاثين ومائتينفيها تقلب موسى بن موسى القسوي عن الطاعة وأعند بتحامل عبد الله بن كليب عامل الثغر عليه ومد يده إلى بعض أمواله فأحفظه ذلك وهاج حميته وتحرك إلى تطيلة وابن كليب داخلها فطمع أن ينتهز منه فرصة فاحتجز عنه عبد الله بحصانتها ولم يؤته حرباً واستغاث بالأمير عبد الرحمن فأخرج إليه ابنه محمداً بالصائفة وقاد معه محمد بن يحيى بن خالد فاحتل عليه محمد بالجيوش فأذعن موسى واعترف بالذنب وسأل العفو فسارع الولد محمد إلى إجابته وتطمينه وإقراره على حاله وتقدم بالصائفة إلى بنبلونه فجال بأرضها وأداخلها ونكأ العدو أبرح نكاية. وفيها عزله الأمير عبد الرحمن حارث بن بزيع عن طليطلة في شوال منها وولاها محمد بن السليم. وفيها كان القحط الذي عم الأندلس فهلكت المواشي واحترقت الكروم وكثر الجراد فزاد في المجاعة وضيق المعيشة. وفيها استأمن غليالم بن برناط بن غليالم أحد عظماء قوامس إفرنجة على الأمير عبد الرحمن بقرطبة فأكرمه وأحسن إليه وإلى أصحابه وصرفه معهم إلى الثغر لمغاورة الملك لذويق بن قارله بن ببين صاحب الفرنجة وكانت بينه وبين قواد لذويق وقائع ظهر عليهم فيها وأعانه عمال الثغر فأثخن العدو وأقام بمكانه ظاهراً على من انتقض عليهم من أمته مدة وكتبه إلى الأمير متصلة.سنة ثلاث وثلاثين ومائتينفيها في شعبان منها عزل الأمير عبد الرحمن محمد بن السليم عن طليطلة وولاها بعده أيوب بن السليم.
سنة أربع وثلاثين ومائتينفيها غزا بالصائفة المنذر بن الأمير عبد الرحمن وقاد عبد الواحد بن يزيد الإسكندراني ودبرا الوزير يحيى بن خالد. وفيها أغزى الأمير عبد الرحمن أسطولاً من ثلاثمائة مركب إلى أهل جزيرتي ميورقة ومنورقة لنقضهم العهد وإضرارهم بمن يمر إليهم من مراكب المسلمين ففتح الله للمسلمين عليهم وأظفرهم بهم فأصابوا سباياهم وفتحوا أكثر جزائرهم وأنفذ الأمير فتاة شنظير الخصي إلى ابن ميمون عامل بلنسية ليحضر تحصيل الغنائم ويقبض الخمس وكان قد صالح بعض أهل تلك الحصون على ثلث أموالهم وأنفسهم وأحصيت ربعهم وأموالهم وقبض ما عليه صولحوا. وفيها ظهر غليالم بن برناط بن غليالم النازع إلى الأمير عبد الرحمن القادم إلى باب سدته في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين على من حاده من أمته أهل إفرنجة الذي نصبه الأمير عبد الرحمن لمغاورتهم وأمده بقوته فاقتحم عليهم بلده في جمعه فقتل وسبى وحرق وخرب وحاصر برشلونه حتى أضربها وتقدم إلى جرندة فشارفها وورد كتابه على الأمير عبد الرحمن يعترف بما كان منه ويذكر تماديه عليه فأجيب بالإحماد لفعله والإرصاد لمكافأته وكتب إلى عبيد الله بن يحيى عامل طرطوشه وإلى عبد الله بن كليب عامل سرقسطة في إمداده ومعونته وتحريضه على شقاق قومه وتأييد عزيمته. وفي شهر رمضان منها عزل أيوب بن السليم عن طليطلة ووليها يوسف بن بسيل. وفيها عزل الأمير عبد الرحمن معاذ بن عثمان عن القضاء بقرطبة وولى مكانه محمد ابن زياد. وفيها خرج فرج بن خير الطوطالقي بدنهكة وأروش فأظهر المعصية وجمع أهل الفساد فعالجه الأمير عبد الرحمن بالخيل فحوصر حتى أذعن بالطاعة وعاد إلى الجماعة فاصطنعه الأمير ورفع مرتبته وولاه كورة باجة فلم يلبث أن انتقض عليه إلى مديدة وجرت منه خطوب أفسدت الصنيعة ومن ولده بكر بن سلمة المستنزل من ناحية الغرب أيام الخليفة الناصر لدين الله.سنة خمس وثلاثين ومائتينفيها ورد كتاب أهل ميورقة على الأمير عبد الرحمن بن الحكم مستغيثين مما دهمهم من سخطه مستقيلين لعثراتهم لديه راغبين في صفحه وإقالته فعطف عليهم وأقالهم زلتهم وأجابهم إلى مسألتهم وأعطاهم ذمته وجدد لهم عهده. وفي آخرها عاد موسى بن موسى القسوي إلى الخلاف وكشف وجهه بالمعصية فأفسد ما حوالي مدينة تطيله وعاث حوز طرسونة وبرجة وظاهره أخوه لأمه العلج ابن ونقه ببنبلونة فخرج إليه بالصائفة عباس بن الوليد المعروف بالطبلي فعاد إلى الطاعة واستقال الزلة وبذل إسماعيل ابنه رهينة فعاد الأمير إلى القبول منه والاستظهار عليه وأخرج بيعته والتوثق منه وقبض رهينته خالد بن يحيى ومحمد بن الوليد ومطرف بن نصير فتمموا سلمه وتوثقوا من عهده وجدد له الأمير الولاية على تطيلة ودخل أخوه العلج ابن ونقه صاحب بنبلونة معه في الأمان وقبض الأمناء المخرجون إلى موسى رهينته التي كانت ولده إسماعيل الذي هو لابنة عمه ميمونة فأقبل عباس الطلبي بالعسكر إلى الحضرة لتأخر الوقت عن دخول أرض الحرب وما تولى إسماعيل بن موسى رهينة أبيه موسى في يد الأمير عبد الرحمن أن هرب من يده عن قرطبة حاناً إلى ما فارقه من الشقاق ذاهلاً عما كان فيه من غضارة المعيشة لتوسعه في القطائع المنيفة والصلات الجزلة فرفض ذلك كله وسما للمعصية وأمر الأمير بقص أثره فلم يبعد أن جئ به إليه من طريق الثغر وقد انتهى إلى وادي آنة فقبض عليه هناك بعض من عرف خبره ورده للأمير عبد الرحمن بقرطبة فعفا عنه وأغضى عن زلته وخلاه على ما كان عليه من سعة قطائعه. وفيها سيلان عظيمان بنهر قرطبة في شهر رجب القمري الموافق لشهر ينير الشمسي رأس سنة العجم بالأندلس عداً في أمهات السيول وحمل وادي شنيل أيضاً وطغى مدة وأخرب حنيتين من قنطرة مدينة إستجة وأبطل عدداً من أرجائها وطمى السيل أيضاً بكورة إشبيلية التي بها قراره فذهب مده في مجتمعه هناك بست عشرة قرية ما بين البحر وحاضرة إشبيلية ........... فيها من ناس وبهائم وأمتعة فكان ذلك حدثاً عظيماً تحدث الناس عنه زماناً. وفيها هلك الطاغية رذمير بن أردميس ملك الجلالقة فولى ابنه أردون وكانت ولاية رذميرسنة ست وثلاثين ومائتينفيها ورد كتاب للأمير من عبيد الله بن يحيى من الثغر الأعلى يذكر استغناءه عن العدة التي قد أمر باحتباسها قبله من الحرس واكتفاءه بمائة وثلاثين غلاماً ذكر أنهم معه من مواليه وغلمانه يرضى بسالتهم ويحمد مذاهبهم ويسكن إليهم ويجتزى بخدمتهم لما أصبح الثغر بحمد الله من السكون والهدوء ووقم العدو بحروب بارتضاء رأيه وإحماد نظره وقدم مقنباً من قبله من فرسان الخرس إلى مرابطهم بالماء وأجرى القطائع على عدته تلك التي اقتصر عليها من الرواتب والنفقات والعلوفات عليهم مما في يده من مال السلطان وأن يصرف جميع ما يقبضه بالثغر من الجزاء والعشور وجميع الوظائف بعد إقامة سائر النفقات الراتبة إلى فكاك أسراهم وحمل مرجليهم ومرمة حصونهم ومصالح ثغورهم وكل ما فيه تقويتهم على عدوهم وسوغه أن يرتزق في كل شهر لعمالته مما يجتبيه مائتي دينار دراهم وينهض معروفه للعام إلى ألف دينار مما يتقاضاه من جباية عمله فكان عمل الأمير عبد الرحمن ذلك بالثغر وأهله من جلائل مناقبه. وفيها أدال الأمير عبد الرحمن ابنه الحكم بن عبد الرحمن عن ولاية كورة إلبيرة بأخيه عبد الله بن عبد الرحمن وولى الحكم كورة تدمير ومعه سعد أخو خزر لا يفارقه. ثم عزل عبد الله بن عبد الرحمن عن كورة إلبيرة فيها فأعاد أخاه الحكم إليها. ولم يخرج إلى كورة تدمير في هذه السنة ولداً له على عادته لإمحال نالها في هذا العام. وفيها صرف الأمير عبد الرحمن عن كورة رية وصرف خزر المولى الملازم له معه. وفيها ثار حبيب البرنسي بجبال الجزيرة الخضراء واجتمع له خلق من أهل الفساد في الأرض فشن بهم الغارة على قرى رية وغيرها فأشاع الأذى ونهب وقتل وسبى فأخرج الأمير عبد الرحمن عند ذلك الخيل مع عباس بن مضا فألفى أضداده قد قصدوا حبيباً وأصحابه فأوقعوا بهم وقصوهم وقتلوا خلقاً منهم وتفرقت بقيتهم فانخنس حبيب رئيسهم في غمار الناس وطفئت نائرته وطلب دهراً فلم يظفر به.ذكر مهلك نصر الخصيالكبيرخليفة الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمه اللهوفي هذه السنة هلك أبو الفتح نصر الخصي خليفة الأمير عبد الرحمن بن الحكم المقدم على جميع خاصته المدبر لأمر داره المشارك لأكابر وزرائه في تصريف ملكه وكان هلكه شبيه الفجأة في عقب شعبان من هذه السنة أرقى ما كان في غلوائه وأطمع ما هو بالاحتواء على أمر سلطانه أرهب ما كان الناس له وأخوفهم لعدوانه إذ نال من أثرة مولاه الأمير عب الرحمن واصطفائه وإشراكه له في الرأي مع جلة وزرائه وطوعه كثيراً إلى ما يخالفهم فيه فوق ما ناله خادم خاص مع أمير رشيد سمع عنه وله بذلك أخبار في الناس تصدق دلائل تحققه سما بها - زعموا - في باطنه إلى غاية كرهها الله إخترمه دونها حمامه فقضى ذميماً مستراحاً منه. وكثر القول في السبب الذي أراده والخوض فيما أتاه فكان من أوضح ذلك ما ذكره أبو بكر بن القوطية قال: كان نصر الخصي الجريء المقدم الوساع الفهم قد غلب على قلب مولاه الأمير عبد الرحمن بن الحكم واستظهر على حراصة مكانه لديه بانقطاعه إلى حظيته طروب أم عبد الله الغالبة عليه من بين جميع نسائه وحطه في شعبها وممالأته إياها على ما تسعى له من تقديم ولدها عبد الله للأمر بعد الأمير أبيه على جميع الأراجح الأكبرين من ولده متى حان حينه فخالص السيدة تشديداً وأخلصت له واستوى له بذلك أمره وأصبح ملك عبد الرحمن في يده يدبره كيف يشاء فلا يرد أمره قد أجهد سعيه آخر أمده في جهره وسره بالتنويه بعبد الله بن سته طروب والإشادة بذكره واستمالة طبقات الناس بالرغبة والرهبة إليه والعمل على اختزان الخلافة عن أخيه محمد بكر والده الأمير عبد الرحمن ومفضلهم المشار إليه إلى خالفتهم ابن طروب هذا وسوقها إليه يتأتى لذلك ويأتيه من جميع أبوابه والقضاء يبعده عنه ويسد دونه طرقه وهو يرصد لوجبة الأمير عبد الرحمن مولاه ليقضي في عبد الله قضاءه فيملي لعبد الرحمن ويستأخر يومه فيشق ذلك على الخصي ويرهب فوته حتى سولت له نفسه اغتيال مولاه عبد الرحمن وإلطاف التدبير عليه كيما يتمكن من تقديم عبد الله مكانه ولا يرهب الخلف عليه لكثرة أنصاره من أهل الدار وغيرهم وفشو صنائعه فيهم فيتم له بابن طروبلشمول من أسالمة أهل الذمة من أهل قرمونة نال بابنه نصر دنيا عريضة وكان موته قبيل مهلك نصر ابنه بأيام. وأخبار نصر كثيرة.
سنة سبع وثلاثين ومائتينفيها كانت وقيعة البيضاء والبيضاء مجاورة لمدينة بقيرة من بلد بنبلونة بين المسلمين والكفرة الجاشقيين فكان اليوم الأول منها على المسلمين فاستشهد منهم جماعة ونالت فيه موسى بن موسى خمس وثلاثون وخزة تخللت حلق درعه واليوم الثاني كافحهم المسلمون وقد أخذ المقدمة موسى بن موسى متحاملاً لألم جراحه فحامى على المسلمين وحسن غناؤه فهزم الجاشقيون أعداء الله أفحش هزيمة وفرشت الأرض بصرعاهم. وفيها هلك ينقه بن ينقه أخو موسى بن موسى لأمه وظهيره على أمره وكان قد أصابه فالج عطله إلى أن مضى لسبيله فولى مكانه ابنه غرسيه واستملكت له إمارة بنبلونة. وفيها في أيام ولاية عبيد الله بن يحيى للثغر قام بناحيته رجل من المعلمين فادعى النبوة وألحد في القرآن فأحاله عن وجوهه وأوله على غير تأويله وقام معه خلق كثير. وكان ينهى عن قص الشارب والأظفار ويقول لا تغيير لخلق الله فأرسل عبيد الله من جاء به فلما دخل عليه وكاشفه كان أول ما ابتدأه به أن دعاه إلى إتباعه فاستشار فيه عبيد الله أهل العلم عنده فأشاروا باستتابته ثلاثة أيام فإن تاب وإلا قتل ففعل به ذلك فلم يتب فأسلمه للقتل صلباً فجعل يقول: " أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله " فأمضى عبيد الله قتله بالفتوى وكتب إلى الأمير بأمره فأحمد فعله. وفيها ابتدئ بعذاب عباس الطلبي وأخيه ووليد بن أبي لحمة في استخراج الأموال التي غلوها وفيها أيضاً قبض على مسرة الخصي الفتى الكبير وعباس أخيه فسجنا وذلك في صفر منها وصير مكان مسرة قاسم الخصي الصقلبي وذكر أنه وجد لمسرة ثمانية آلاف دينار دراهم. وفيها عزل الأمير عبد الرحمن محمد بن زياد عن القضاء بقرطبة وولى مكانه سعيد ابن سليمان بن حبيب الغافقي مجموعاً له إلى الصلاة وذلك في ربيع الآخر منها فكان آخر قضاة الأمير عبد الرحمن.سنة ثمان وثلاثين ومائتينوفيها توفي الأمير عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية ابن هشام بن عبد الملك بن مروان ليلة الخميس لثلاث خلون من ربيع الآخر من هذه السنة فدفن يوم الخميس في تربة الخلفاء بقصر قرطبة. وأدلاه في قبره أخواه المغيرة وأمية وصلى عليه ابنه الخليفة محمد بن عبد الرحمن. مولده بطليطلة في شعبان سنة ست وسبعين ومائة وأبوه الحكم يومئذ واليها لوالده الأمير هشام فكانت سنة اثنتين وستين سنة. وكانت خلافته إحدى وثلاثين سنة وثلاثة أشهر وستة أيام. قال ابن عبد البر: توفي الأمير عبد الرحمن ليلة الخميس لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ومائتين. وقيل: بل هي لثلاث خلون منه فكانت خلافته إحدى وثلاثين سنة وثمانية وعشرين يوماً. وقيل: بل خمسة أشهر وقيل: ثلاثة أشهر وأربعة أيام. وقيل: ستة أيام. فدفن يوم الخميس من غد ليلة موته في روضة الخلفاء سلفه بقصر قرطبة وصلى عليه ابنه الأمير محمد بن عبد الرحمن الوالي مكانه. وكانت سنة اثنتين وستين سنة. ومولده بطليطلة من الثغر الأدنى أيام كان والده الحكم بن هشام والياً عليها لجده هشام وذلك في شعبان سنة ست وسبعين ومائة. قال الفقيه محمد بن وضاح: احتجب الأمير عبد الرحمن بن الحكم عن الناس قبل موته مدة من ثلاثة أعوام أو نحوها من أجل علة أصابته طالت به واشتدت عليه فحمته الحركة وهدت قوته وأحدثت عليه رقة في نفسه ووحشة في خاطره وشدة أسف على ما نغص عليه من عصارة ملكه. فذكر أنه قال يوماً لأكابر خدمته الخاصة وقد حفوه في مرضه وفيهم سعدون زعيمهم الذي اختصه بعد مهلك حظيه نصر ومن يليه: يا بني! - وبذلك كان يخاطبهم مستلطفاً لهم ومرفقاً بهم - لقد اشتقت أن أعاين ضوء الدنيا وفسحة الأرض إذ قد حميت عن الخروج إليها فلعلني أعلو مرقبة يسافر بصرى فيها فأتسلى بالنظر إلى بسيطها وجسمي منزع فهل سبيل إلى ذلكتسمية ذكور أولادهوهم في عدد الرازي أربعون. أولهم الأمير محمد الوالي بعده أبو العاصي الحكم الاشتياق أبو أيوب سليمان أبو القاسم المطرف أبو الحكم المنذر أبو الوليد هشام أبو بكر يحيى أبو عبد الملك مروان أبو عثمان أبو سعيد مسلمة أمية عبد الملك الأصبغ أبو مروان عبيد الله أبو معاوية سعيد أبو العاصي بكر أبو الأصبغ عبد العزيز أبو أمية العاصي أبو محمد عبد الله أبو حفص عمر الأعرج طريف أبو العباس الوليد أبو العاصي عبد الجبار أبو عبد الله أحمد أبو القاسم إسحاق والغمر شقيقة أبو القاسم عبد الواحد أبو إسحاق إبراهيم أبو القاسم عمرو يعقوب أبو عبد الملك المغيرة أبو الأصبغ عثمان الغريض. وفي كتاب معاوية بن هشام الشبينسي قال: من نبهاء ولد الأمير عبد الرحمن أبو قصي يعقوب وكان أديباً شاعراً كلفاً بالعلوم جامعاً للآداب مطبوعاً في الشعر وكان جواداً لا يليق شيئاً ويسرف حتى يخل بنفسه وأخباره كثيرة. قال حيان: وصفه بالشعر ثم لم ينشد له منه ما يصدق وصفه بل أنشد ثلاثة أبيات من قصيدة مدح بها ابن أخيه العاصي بن الأمير محمد بن عبد الرحمن ليست بطائل والأبيات: من الوافر: كـريم الـفـرع مـفـضـال الــيدين | ينادي مـاجـداً مـن عـبـد شـمـس | بـهــنـــدي وخـطـار ردينــي | سما لـلـمـكـرمـات فـقـد حواهـا | بـه حـاذت ولا نـوء الـبــطـــين | وغـيثـاً حـين يسـكـب لا الـثـريا | اضطرته القافية إلى أن قرن بين أغزر الأنواء وأنزرها فأحال جداً. والإناث في عدد الرازي ثلاث وأربعون وهن: أسماء وعاتكة وعائشة الغالب عليها عيشونة أم الأصبغ وأم هشام و فاطمة الغالب عليها فطيمة وعبدة وعبدة أخرى وأمة العزيز وأم كلثوم وأم عمرو زينب وأم هشام وعبيدة وناشدة وقسيمة عتيكة وكنزة وعزيزة وأم حكيم كلهن ومية ولادة وأم أبين ولادة أمة الوهاب ظبي وأمة الرحيم رقية أم عثمان أم موسى وأمة الرحمن رحيمة هشيمة أمة وزاد في عددهن معاوية بن هشام الشبينسي نسابة أهل البيت بنتين: أمية ومهاة فرقىعددهن خمساً وأربعين بنتاً.
حجاب الأمير عبد الرحمنقال الرازي: ألفى الأمير عبد الرحمن على حجابة والده الأمير الحكم عبد الكريم بن عبد الواحد ابن مغيث أكمل من حمل هذا الاسم وأجمعهم لكل جمله حسنة فأقره عليها إلى أن توفي عبد الكريم حميداً فقيداً فولى بعده حجابته سفيان بن عبد ربه وبعد سفيان عيسى بن شهيد ثم عزله بعبد الرحمن بن رستم ثم عزل عبد الرحمن بن رستم فأعاد عيسى بن شهيد إلى حجابته فتولاها له إلى أن هلك عبد الرحمن لسبيله.
سفيان بن عبد ربهوافق الرازي فيما ذكره من أسماء هؤلاء الحجاب الحسن بن محمد بن مفرج في كتابه وذكر سفيان بن عبد ربه فقال: كان من أكابر رجال أهل الخدمة الكفاة المستقلين بأعبائها ممن جمع إلى الغناء والكفاية العفة والأمانة قد تولى خدمة الخزانة الكبرى أيام الأمير الحكم وهو أول من استخزن بالأندلس وحمل هذا الاسم الذي اعتور من علم عمله إلى اليوم شركه في ذلك مرتيل المعروف بابن عفان جد هؤلاء الباقين اليوم إلى جانب باب القصر الأكبر المدعو باب السدة ولم يزل يتنقل في مراتب الخدمة إلى أن نال الحجابة ومن ولده الأديب أبو الأسود وكان ذا وجاهة عند الناس حدثاً مؤنس الجليس ممتعاً توفي في أيام الخليفة الناصر لدين الله رحمه الله تعالى.
سبق وإن كان أحدهما لي سيحد كلام العرب. وطعن بعضهم في حكاية الكسائي ولا يلتفت إلى هذا الطعن مع صحة الحديث بمثلهومعاضدة الفراء وابن السكيت وغيرهما للكسائي وكل منهم إمام وتوجيهها: أنه لما ثبتجواز: سرت خمسا وأنت تريد الأيام والليالي جميعا كما سبق من كلام سيبويه وكما دلتعيسى بن شهيدمولى معاوية بن مروان بن الحكمقال: كان عيسى هذا منقطعاً إلى الأمير عبد الرحمن بعهد والده الأمير الحكم مؤملاً له فلما أفضى الأمر إليه أزلفه به وقدمه في عليه خاصته وصرفه في علي مراتبها فولاه خطة الخيل ثم استوزره وولاه النظر في المظالم وتنفيذ الأحكام على طبقات أهل المملكة ثم استحجبه مكان سفيان بن عبد ربه واستخصه دون أصحابه وكان أهلاً لإيثاره إذ كان من أعيان رجال الموالي في الدولة وهم متوافرون ومن أشهرهم بالحلم والوقار والحصافة والعلم والمعرفة والحزم والجزالة. وقد قاد بالصوائف فأحمدت سياسته وكانت له في التدبير آراء صائبة وفي الحروب مقام كريمة وتهيأت له على العدو وقائع مثخنة. وكان نصر الخصي خليفة الأمير عبد الرحمن الغالب عليه من بين سائر أكابر خدمه المظاهر لحظتيه طروب الغالبة عليه من بين نسائه قد اشتمل على قصر الأمير عبد الرحمن ومن فيه وشرك في تدبير سلطانه وهو شاحن لحاجبه عيسى عامل في إقصائه فتسنى له ذلك عندما اعتل الأمير علته الطويلة التي حجبه فيها نصر وأنفذ عليه أموراً منكرة منها صرفه لعيسى. هذا عن الحجابة وذلك بأن أخرج الأمر عن مولاه بصرف عيسى عن الحجابة وإقراره على خطة الوزارة وتقليد عبد الرحمن بن رستم الحجابة مكانه. فجرى الأمر بذلك إلى أن استقل الأمير عبد الرحمن من علته وقعد لأهل خططه فدخلوا عليه يقدمهم الوزراء وعيسى في عرضهم فتقدم عبد الرحمن بن رستم جماعتهم في التسليم على الأمير ثم قعد فوق ابن شهيد فاستنكر الأمير ذلك فلما استقر بهم المجلس قال لعيسى بن شهيد فما يخاطبه به: ما شأن كذا لأمر سأله عنه فقال له: يا مولاي لست بحاجب وهذا هو الحاجب. وأشار إلى ابن رستم. فعلت الأمير عبد الرحمن كبرة وعرف من حيث أتى فكظم غيظه واصطبر. فلما خرج الوزراء دعا بنصر فسأله عن عزل ابن شهيد وولاية ابن رستم فلم يمكنه إنكاره وادعى أن وصية خرجت إليه من لدنه صدر علته فكذبه الأمير وعلم أنها من تحامله وجسراته فسبه وأغلظ له وهم به ثم عفا عنه وأعاد عيسى بن شهيد إلى الحجابة وعزلأصحاب شرطة الأمير عبد الرحمن بن الحكمقال أحمد بن محمد الرازي: ألفى الأمير عبد الرحمن على الشرطة لأبيه الحكم محمد بن كليب بن ثعلبة فأمضاه عليها ثم رقاه إلى الوزارة. وقتاً تفرعت فيه أيامه شرطة العدو ثم استعفى الشرطة إذا كره النظر وولى مكانه الشرطة سعيد بن عياض القيسي. وكان على الشرطة والرد حارث ابن أبي سعد.
قوادهعبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث الحاجب الكاتب وقاد لثلاثة من الخلفاء: هشام والحكم وعبد الرحمن عبد الرحمن بن رستم عبد الواحد بن يزيد الإسكندراني عباس بن الوليد الطلبي وكان كثير التردد بالصوائفقضاة قرطبة للأمير عبد الرحمن بن الحكمقال أحمد بن محمد الرازي: كان له أحد عشر قاضياً: أولهم مسرور بن محمد على اختلافهم في نسبه أيضاً إذ يقول محمد بن حارث في كتابه: هو مسرور بن محمد بن سعيد بن شراحيل المعافري ويقول ابن عبد البر: بل هو من موالي الأمير عبد الرحمن بن معاوية يكنى بأبي نجيح وذا من اختلافهم قبيح ثم سعيد بن محمد بن بشير ثم يحيى بن معمر ابن عمران الألهاني الإشبيلي ثم الأسوار بن عقبة ثم إبراهيم بن العباس بن عيسى ابن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ثم يخامر بن عثمان المعافري ثم علي ابن أبي بكر القيسي ثم معاذ بن عثمان الشعباني ثم محمد بن زياد اللخمي ثم سعيد ابن سليمان بن أسود عم سليمان بن أسود ثم محمد بن سعيد. وقال الحسن بن محمد بن مفرج: قال ابن عبد البر في تاريخه: لما ولي الأمير عبد الرحمن بن الحكم استقضى على قرطبة مسرور بن محمد سنة سبع ومائتين ثم سعيد بن سليمان سنة ثمان ومائتين ثم يحيى بن معمر الألهاني سنة تسع ومائتين ثم الأسوار بن عقبة سنة عشر ومائتين وما بعدها ثم إبراهيم بن العباس القرشي المرواني جد بني أبي صفوان هؤلاء القرشيين الوجوه بقرطبة سنة ثلاث عشرة ومائتين ثم محمد بن سعيدنوادر من أخبار قضاة الأميرعبد الرحمنمستخرجة من كتاب الاحتفالمسرور بن محمد قال محمد بن حارث الخشني: هو مسرور بن محمد بن سعيد بن بشير بن شراحيل المعاقري ووالده محمد قاضي الجماعة بقرطبة الشهير فضله ولاه الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمهما الله قضاء الجماعة بقرطبة وكان من الصالحين الفاضلين. حدثني من وثقت به من أهل العلم قال: حدثني محمد بن أحمد بن عبد الملك المعروف بابن الزراد قال: كان عندنا بقرطبة قاض يعرف بمسرور وكان من الزهاد استأذن من حضره من الخصوم يوماً في أن يقوم لحاجة يقضيها فأذنوا له فقام عنهم نحو منزله ولم يلبث أن خرج وفي يده خبزة نية فذهب بها إلى الفرن فقال له بعض من رآه: أنا أكفيك أيها القاضي! فقال له: فإذا أنا عزلت عن القضاء - قربه الله تعالى مني - تراني أجدك كل يوم تكفيني حملها ما أراك تنشط لذلك! بل الذي حملها قبل القضاء يحملها بعد القضاء. وقال ابن عبد البر: مسرور بن محمد هذا من موالي الأمير عبد الرحمن بن معاوية الداخل يكنى أبا نجيح استقضاه الأمير عبد الرحمن بن الحكم بعد حامد بن يحيى الذي كان آخر قضاة والده الحكم وأول قضاته وهو وذلك سنة سبع ومائتين فلم تطل ولايته وتوفي سنة ثمان ومائتين في وقال القاضي أسلم بن عبد العزيز: سمعت أبي يذكر أنه تسمى جماعة من موالي الخلفاء بأسماء العرب فأنكر ذلك عليهم الأمير بفضل أنفته وأكد فيه نهيه وكان له مولى من عتاقة أبيه يسمى بمحمد وولد له ولد سماه مسروراً سمى به علي حد الأمير فحسنت نشأته واستقامت طريقته وتفقه وتعبد وشهر فضله إلى أن ولاه الأمير عبد الرحمن القضاء بقرطبة فاستقل بالعمل وأحسن وسلك الطريقة فاغتبط به الناس إلا أنه عوجل فتوفي من عامه الذي فيه استقضاه.
والظاهر أن مراده بما نقله الفراء وابن السكيت وغيرهما عن العرب - الحذف كما حكاهسعيد بن سليمان قال ابن عبد البر: هو سعيد بن سليمان يكنى أبا عثمان أصله من فحص البلوط وكان عم سليمان بن أسود القاضي فيما بلغنى. ذكر محمد بن مسرور عن أبيه قال: سمعت سليمان بن أسود القاضي يقول: كان سعيد بن سليمان يخطب بخطبة واحدة لصلاة الجمعة طول مدته لم يبدلها. ولقد برز الناس للاستسقاء في بعض أيامه فلما ابتدأ خنقته العبرة وأشكلت عليه الخطبة فاختصرها وكثر من الاستغفار والضراعة ثم صلى قال: وتولى القضاء للأمير عبد الرحمن مرتين. وقال محمد بن حارث: هو سعيد بن سليمان بن حبيب الغافقي يكنى أبا خالد أصله من مدينة غافق وولاه الأمير عبد الرحمن قضاء الجماعة بقرطبة وقد كان ولي قضاء ماردة وغيرها قبل ولايته لقضاء قرطبة وكان من خيار من ولوا القضاء للأمير عبد الرحمن وهو عم سليمان بن أسود الذي ولي قضاء قرطبة. وكان يروى عن الفقيه أبي عثمان سعيد بن عثمان الأعناقي عن محمد بن وضاح أنه كان يقول: ولي القضاء أربعة ما ولي القضاء في مملكة الإسلام مثلهم فاتصل بهم العدل في آفاقها: دحيم بن الوليد بالشام والحارث بن مسكين بمصر وسحنون بن سعيد بالقيروان وسعيد بن سليمان بقرطبة. [ | |
|