عتابٌ و فراق

أقفرتْ منكِ يا دُنايا
فالثواني محروقةٌ بأسايا .... قهرتنا
ظروفنا فافترقنا
نحن يا روحُ للظروف ضحايا
لم تريدي هجراً ... و لم أبغ بعداً
أنت مثلي مغلوبةٌ يا هوايا
المقاديرُ قاسيات علينا ... لصروف
المقدار نحن شظايا
ما أمرَّ البعدَ الأليم على نفسي
أحسُّ الجحيم تُفني حشايا
كطعينٍ في نزفه يتلوى ... جف
دمعي على لهيب بكايا
لا عتابا على الظروف فلا يفهم
حكمُ الظروف نجوى الخفايا
مستبدٌ بدون شورى عتيُّ
لا يبالي في بطشه بالرعايا
يمسك الروح أن تفارق جسمي
كون معنى هواكِ من معنايا
أنتِ مثلي مأساة حبٍ و بعدٍ
و حنينٍ و لوعةٍ و رزايا
لا الليالي تدني لقانا و لا الصبحُ
رحيمٌ و لا حنانُ العشايا
كُتبَ الحب و الفراق علينا
لا يداكِ التي جنت ... لا يدايا
كنت في عامنا الذي قد تولى
كلَّ يومٍ شمساً تضيء دجايا
بسماتٌ تنير ليل كياني ... نظراتٌ
تجلو خفي النوايا
كان مجلى لقاك في كل حينٍ خير
عمري و غبطتي و رجايا
و أنى عامنا الذي نحن فيه
فافترقنا كلوعةٍ في حكايا
لا تزالين في مكان لقانا طيف حسنٍ
يثير أحلى رؤايا
أينما ألتفِتْ أجدكِ خيالا باسماً
يشعل اللظى في دمايا
لم تغيب عن مهجتي و ظنوني
أنتِ ملء العروق ملء الحنايا
أرصد اللحظة التي من بعيد نتلاقى
في خاطفات التحايا
بخلَ الدهر ليس غيرُ ثوانٍ
نظراتٌ عجلى و برقٌ ثنايا
خفضةُ الرأس بالتحية رمزٌ خائفٌ
و ابتسامةٍ في لقايا
يتحاشى العيون و هي سهامٌ
كاشرا من حولنا كالمنايا
كلمات خجلى و رعشةُ خوفٍ
و اختفاء بسرعة كالعرايا
بعدما كنتِ كلَّ يوم صباحي و مسائي
و نعمتي و رضايا
آه يا واحتي ظلالك غابت في
سعير الهجر جف ندايا
كل شيٌّ يهون لو دام لي في قلبك
الحب كامناً في الزوايا
أنا أخشى ان يقتل البعد حباً فيكِ
إذ يستحيل فيَّ ردايا
أخبريني إن كان حبك يذوي
لأداوي باليأس جرح منايا
إن شكي مدمر لحياتي ... فاجعليني
على اليقين بقايا
قدر حبنا عطاءً و سلبا
قد تُرُدَّ الاقدار بعض العطايا
أخبريني إن مات حبك يوماً
لا تخافي من صدمتي و شقايا
لا ملاما فالحب ليس اختيارا
ما علينا اذا سلبنا الهدايا
أنا طوع المقدار بالرغم مني ماتعودت
منه غير البلايا
صارحيني بكل شيءٍ فلسنا
لجيوش الاقدار الا سبايا
أصدقيني قولي : انسحب من حياتي
إن رأيتِ الهوى ذوى في الطوايا
لستُ أبغي هواكِ عطفاً و زيفاً
لستُ أبغي الا هوىً كهوايا
أنا حُبي يزداد حينا فحيناً
كحريقٍ يشبُّ في مغنايا
لن تزولي من ذرة في رفاتي
يا حياتي و يا ضلال هُدايا


















التوقيع
علي