ملفات دائمة السخونة
حقيقة المعتقلين الصهاينة في أمريكا... ومهمتهم السرية
لماذا يبقي هذا الملف مغلقا وما علاقته بتفجيرات سبتمبر؟!
لم يكن ما حدث في نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر الماضي ليمر دون محاولات لتكشف الحقيقة وفضح الجناة الحقيقيين أيا كانوا، وعلي الرغم من أن الحرب الأمريكية نسجت خيوطها بإحكام علي القاعدة وطالبان ونجحت إلي حد بعيد في توجيه سهام الاتهام إلي كل جنس مسلم وعربي، فإن أصواتاً أمريكية بدأت تعلوا تطالب بتوجيه دقة التحقيقات نحو جهات ظلت حتى هذه اللحظة بعيدة عن الشبهات
ما زال الوقت مبكرا علي فتح الملف الصهيوني وعلاقة الموساد بما جري: يوم 11 سبتمبر، وخصوصا أن معركة أمريكا في أفغانستان لم تنته بعد، ومنذ اليوم الأول الذي وقعت فيه الهجمات علي مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع " البنتاجون" ترددت أنباء ـ تبين فيما بعد صحتها، عن اعتقال عدد من الصهاينة في نيويورك علي خليفة الهجمات، وهو ما أعلنته وأدانته صحف أميركية وحتى صهيونية في كالجيروزاليم بوست لكن تلك التطورات ظلت مكتومة، لأن صناع القرار في البيت الأبيض كانوا يخططون لحملة غير مسبوقة علي ما ادعوا انه "إرهاب إسلامي"
في الأيام الأخيرة، علت أصوات داخل الولايات المتحدة تطالب بكشف التحقيقات لتي يقوم بها مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي أي) مع أكثر من 60 إسرائيليا منذ هجمات سبتمبر الماضي، وكان التقرير الذي كتبه كارل كاميرون في موقع شبكة فوسكي نيوز علي الإنترنت حول اعتقال الإسرائيليون قد فضح ما أراد اللوبي اليهودي والصهيوني الأمريكي إخفاءه وإبقاءه بعيدًا عن الأضواء، وقد نجح هذا اللوبي في سحب التقرير من الموقع علي الرغم من أن الملايين قرؤوه واحتفظوا بنسخة أصلية منه، وما كشفه كاميرون هو أن المعتقلين الصهاينة لهم تاريخ طويل من التجسس علي مؤولي الإدارة الأمريكية، وأنهم في السجن منذ هجمات 11 سبتمبر, والتساؤل الذي يطرح نفسه: إن كانت هذه هي التهمة الوحيدة التي يقبح الإسرائيليون في السجن من أجلها فلماذا جاء اعقالهم علي حقيقة الهجمات المذكورة؟
وكشف كاميرون أن غالبية المعتقلين ينتمون إلي جهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد) والاستخبارات العسكرية، وعلي الرغم من أن تقرير كاميرون بوا المشتبه بهم من أين علاقة مباشرة لهم بأحداث 11 سبتمبر، فإن إحدى الشبهات التي تحوم حولهم هي نشاطهم في مجال جمع المعلومات الاستخبارية عن الهجمات قبل وقوعها، وإخفاؤهم هذه المعلومات عن الأجهزة الأمريكية، ونسب تقرير "فوكس نيوز" إلي أحد المحققين في مكتب التحقيقات الفيرالي قوله: إن الإسرائيليون لهم علاقة ما بهجمات 11 سبتمبر، لكنه استدرك قائلا "إن دليل سري أستطيع كشفه لأنه سوي"، ويقول كاميرون: إن بعض المحققين الأمريكيين يعتقدون أن إسرائيل تتجسس علي الولايات المتحدة، وأنها ربما كانت تعرف أشياء لم يخبرنا عنها قبل 11 سبتمبر؟
وكشف فوكس نيوز أن أجهزة الأمن الأميركية اعتقلت أكثر من 140 اسرائيليا قبل 11 سبتمبر بتهمة التجسس داخل الولايات المتحدة، وقال كاميرون إنه وجدت وثائق ثبت أن الجواسيس استهدفوا مكتب التحقيقات الفيدرالي نفسه وعشرات المرافق الحكومية، وحتي المكاتب السرية، ومنازل مسؤولين وعناصر في أجهزة الأمن والاستخبارات الأمريكية.
وإذا كانت فوكس تيوز ـ الشبكة الإخبارية الكبيرة ـ متحققه في الإشارة إلي علاقة الصهاينة المعتقلين بأحداث نيويورك وواشنطن، فإن جهات أمريكية معادية للحملة علي أفغانستان ذهبت أبعد من النقطة التي توقف عندها فوكس تيوز، وركزت علي معرفة الصهاينة المسبقة بهجمات 11 سبتمبر، وطالبت بالتحقيق فيه وكشفه للجمهور الأمريكي واعتبر بعض الأمريكان أمثال ليندون لاروش أن ما حدث في سبتمبر الماضي كان محاولة انقلابية تديرها عناصر موالية لإسرائيل داخل المؤسسات العسكرية والأمنية الأمريكية بغرض جر الولايات المتحدة إلي مستنقع وصراع الحضارات ومركزه منطقة الشرق الأوسط.
وكانت أشياء قد تضاربت عن حقيقة اعتقال خسمة إسرائيليون في نيوجيرسي يوم 11 سبتمبر، قيل إنهم كانوا يعبرون عن فرحتهم بالتفجيرات، وقيل إنهم كانوا يخططون لتفجير أحد الجسور القريبة من مانهاتن بنيويورك(1) وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت في 21 نوفمبر الماضي، أن الإسرائيليون الخمسة طلب منهم الخضوع لاختبارات جهاز كشف الكذب قبل أن يسمح لهم بالمغادرة، إلا أن أحدهم ويدعي بول كير تزبيرج رفض الطلب، بحجة أ، ذلك سيفشي الكثير عن دوره في الجيش الصهيوني، أو عن أشخاص لهم ارتباطات بالاستخبارات الصهيونية، وهو ما أكدته شبكة فوكس نيوز حين أشارت إلي أن عددا من الصهاينة المعتقلين فشلوا في اختبارات جهاز كشف الكذب عند مواجهتهم وبأسئلة حول أنشطتهم الاستخبارية ضد الولايات المتحدة وداخلها.
وأدت تحقيقات أخري قامت بها المحطة إلي فضح دور تجسسي كانت تقوم به شركة اتصالات خاصة صهيونية تدعي "امدوكس" لها عقود مع اكبر 25 شركة هواتف في الولايات المتحد، حيث تقوم الشركة الصهيونية بعمل أنظمة دليل الهاتف، الخاصة بالمشتركين لصالح الشركات الأمريكية، ومن شأن هذه العقود أن تسمح الشركة الصهيونية بالتنصت علي كل هاتف في الولايات المتحدة تقريبا (!) وتقول فوكس تيوز: إن رجال المباحث الفيدراية والأجهزة الأمنية الأمريكية الأخرى حققوا أكثر من مرة مع مسؤولى أمدوكس للاشتباه بوجود علاقات لهم مع المافيا الصهيونية، وكذلك لعلاقتهم بأنشطة تجسسية، وكانت وكالة الأمن القومي الأمريكية قد أصدرت عام 1999 تقريرا سريا للغاية، يحذر من أن جميع سجلات الهواتف الأمريكية وقعت بأيدي حكومات أجنبية وخصوصا الحكومة الصهيونية.
علي أن أخطر ارتباطا بين الكيان الصهيوني وما جري في نيويورك وواشنطن هو ما أشارت إليه فوكس نيوز يوم 13 سبتمبر عندما قالت: ويخشي المحققون الأمريكيون الذين يحققون في الهجمات الإرهابية التي وقعت يوم 11 سبتمبر من أن المشتبه بتورطهم في تلك الهجمات ربما استدرجوا إلي ما قاموا بعمله بسبب معلومات سربتها أمدوكس.
وهناك شركة كمبيوتر أمريكية تدعي كوسفيرس إنفوسيس تابعة لشركة إسرائيلية كبري، ولها فروع في جميع أنحاء الولايات المتحدة يقال إنها اخترقت قلب الأمن الأمريكي، حيث إنها تقوم بتزويد أجهزة الأمن الأمريكية بالأجهزة والمعدات اللازمة وبرامج الكمبيوتر للتصنت علي الهواتف وتملك هذه الشركة حق الدخول إلي جميع المكالمات الهاتفية التي تحوي في الولايات المتحدة وعلي ذمة فوكس نيوز، فإن أكثر ما يقلق المحققين الأمريكيين هو أن عددا ممن تقول السلطات الأمريكية إنهم مشتبهون بتورطهم في هجمات سبتمبر غيروا سلوكهم بشكل واضح بعد أن بدأت السلطات بمراقبة هواتفهم سريا... كما أنهم يعتقدون أنهم قد زودوا سلفا بمعلومات سرية كل ذلك علي افتراض صحة الرواية الأمريكية حول اختطاف الطائرات الأربع وتفجيرها بركابها يوم 11 سبتمبر، وهي رواية مجروحة ولم تتأكد بعد علي الرغم من سعي واشنطن الحثيث لتقديم "أدلة مفبركة".
وكما يقول جاستين رايموندو ـ وهو أحد مناهضي الحملة الأمريكية علي أفغانستان "فإن أحدا من المسؤولين الأمريكين أو المحققين لا يجرؤ علي اتهام اسرائيل بالتجسس علي الولايات المتحدة وداخلها لأنه ببساطة سيفقد وظيفته؟ علي حد تعبيره وكان راموندو يرد علي المحدث باسم السفارة الصهيونية في واشنطن الذي ادعي أن تقرير فوكس نيوز عن أعمال تجسس صهيونية في الولايات المتحدة غير صحيح لأنه "لا يتضمن اسم أي مصدر وأنه منسوب إلي مصر مجهول "فالذين يتهمون الصهاينة، وحتي كاميرون نفسه حاول أن يحمي مستقبله الوظيفي عندما قال: لا يوجد مؤشر علي تورط الإسرائيليون في هجمات 11 سبتمبر لكن المحققين يشتبهون أنهم ربما جمعوا معلومات استخبارية عن الهجمات قبل وقوعها ولم يطلعوا الأمريكيين عليها" وهو ما اعتبره رايموندو مشاركة (سلبية) في أسوأ هجمة إرهابية في التاريخ الأمريكي" فقد كشف كاميرون عن عدد من الجواسيس الصهاينة اعتقلوا في كارولينا الشمالية بعد أن استأجروا شقة في كاليفورنيا "للتجسس علي مجموعة من العرب تحقق معهم الولايات المتحدة بتهمة ارتباطهم بالإرهاب" وإذا صح الخبر، فإنه يشير أكثر من تساؤل عما كان يفعله الجواسيس الصهاينة، وعما كانوا يعرفونه عن التخطيط لهجمات 11 سبتمبر وعملية التنفيذ؟
إن اعتقال ستين صهيونيا بعد هجمات 11 سبتمبر و140 آخرين قبلها، يعني كما يقول رايموندو ـ كشف الغطاء عن أكبر عملية تجسس في الولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب الباردة، إضافة إلي أنه يقدم سياقا ما لفهم اللغز الذي يحيط بالحادي عشر من سبتمبر(!)، فالولايات المتحدة كانت في خضم حملة كبيرة علي شبكات التجسس الصهيونية داخلها عندما داهمتها من اتجاه آخر(!!) صاعقة غير متوقعة، ربما قصدت حرف أجهزة الأمن الأمريكية عن مسار التحقيق في القضية الأصلية، وذلك عن طريق خلق عدو خطير (إرهابيون إسلاميون) له مبرر أنه الظاهرية في مواجهة أكبر حليف للصهيونية، وقد أحكم الفاعل الحقيقي حيث مشهد 11 سبتمبر بطريقة "إبليسية" لن يبدوا فهما احد آخر يمكن أن يفعلها غير "الإرهابيين الإسلاميين)(!)، وأريد أن أحيل القارئ إلي ما كتبه زميلنا أورخان محمد علي في (عدد1475) حول نجاح شركات عسكرية أمريكية في تجارب التحكم الأرضي بالطائرات المدنية، وذلك منذ سنوات عدة فقيام الإف بي أي بالتحقيق مع رئيس احدث تلك الشركات وكبير مهندسيها اليهودي بعد هجمات سبتمبر، ربما كان يمثل المسار الصحيح في التحقيق.
أما الآن وبعد مسرحية "بن لادن والبينتاجون" فإن وزير العدل الأمريكي جون اشكروفت يبدوا منشغلا ـ كما يقول رايموندو ـ باعتقال العرب وإغلاق مؤسساتهم، عن الانتباه للقضية الأخطر وهي الاختراق الصهيوني لأنظمة الإتصال "الأمنية" في البيت الأبيض والبنتاجون
منقول
مع تحياتي
ناهد
الموقع
موضوع: ملفات ساخنة 
السبت أكتوبر 16, 2010 6:40 am
