حبيبي
مازال حبك ديانة تحاصرني بالعبادة ....
وتغرس سيوف سلطتها في قلب كل الدروب...هي الشمس ..هي الجهات...هي العيون
والى هذه اللحظة المتأخرة من خريف الحلم...وحيث الدروب مغلقة...
والشمس تشرق من الا مكان.... من الا جدوى
وحيث هذا العمر جدرانا تصوب نحوها كل رماح الخيبة
إلى هذه اللحظة ياحبي
مازلت مؤمنا بديانة حبك...
لكني كفرت بهذا القدر الذي لم يعد فيه ثمة محطة أخيرة يصل إليها القطار
فأبقيني حبيبي...كخيمة وسط رمال ديانتك...
وسط المسافة الفاصلة بين وجهك وقلبي--أبقيني شهقة حب أخيرة في رئة حبك....
أبقيني كلمة في صمتك- -وارتعاشه حنين في صوتك
أبقيني سرك الكبير الذي لا تكشفه دموعي- -
ولا ينتهي كحطام مدينة فوق ضلوعي- -
أبقيني خطوة لا يبتلعها الطريق-- - -
مازال حبك كأشراقة أمل...لم تسلبه كل معاركي..
انتصاراتي وهزائمي سيف خلوده - -
ولم يخترق كل ذلك الرصاص المنطلق من حبي سر غموضه...
لم توقظه كل فلسفاتي التي سقطت شهيدة عند مداخل عينيه - -
وأنت هناك...جالس في أعلى قمة من قدري...سيد للمصير...
نجمة لم تخلق لتهديني الوصول...بل لتبقى هكذا.....كضوء مستحيل...
مازال حبك رغم كل الأكف التي تطرق قلبي حتى حدود الصداع...
قادرا أن يخبئني بغيمة أو بغصن شجرة
ويوقف ارتجاج دمي تحت صقيع الضجيج—
مازال قادرا أن يعيدني إلى رحم ساعة البحر ...
وينجبني مع كل صباح...نصف حصان ونصف اله—
كثيرا ما تعب الليل من امتطاء الحصان حبيبت....لكن حبك مازال يجهر بالنهار
مازال يجلس عند سرير الإله... ويقص عليه حكايات البقاء
مازال حبك ممتلئا بالحضور....وبقدرة تذهلني على البقاء مضيئا كوجه السماء
بقدرة على السير في ممرات تعج بالفخاخ...
وبأرصفة تبوح لي بحتمية النجاة...فينجو هو ...
واسقط أنا بالفخاخ... الواحد تلو الأخر
فأي عالم من الغموض قد أقحمني فيه حبك....
بحيث لم اعد ادري...هل ابكي حبي... أم وهمي أم نفسي
لم اعد ادري أن كنت استطيع أن انزع عن حبك أوسمة جنوني.....
أو أن اتركه هكذا..متورطا في معركة مع ذاكرتي....
تقودها في كل احتمالات الربح أو الخسارة إلى النسيان—
أية قوة خفية مازالت فيه...تتركني متسمرا في مربع السؤال....
ولا تتيح لي فرصة القفز إلى مربع آخر..كي اعثر على سبب منطقي واحد—
يفسر غيابك...وبقائك في داخلي بكل هذا الحضور....بكل هذا الغرور
مازال حبك منثورا على صفحات عمري وعند ذلك البحر...قناديلا متعبة من أثقال دمي - -
ريح لا تدري إلى أين تمضي....
ثمار متأرجحة في فراغ الغصن—
وممرات جليدية تعيرها أمسيات قلبي عارية الا من انحناءات النبض
وأن حبك الذي قد منحني يوما البيت والشرفة...
الوطن والأطفال--رقصة أرصفة مجنونة...دقات قلب مسحورة
وقطار متجه إلى محطات من الأتي ممكنة الوصول- -
خيوطا من الفجر تسلقها شرياني إلى طوابق لا تحصى من الصدف الجميلة
يد ألقت بأشلاء حزني على مذبح الخطوة السابقة ومسافة ما بين السيف وذاكرة خيباتي- -
إن هذا الحب هو اليوم يا صغيرتي...
ليس شيئا املكه أو استطيع العثور عليه—
فما الذي أوصل الأشياء إلى حافة السراب - -
مازال وجهك يدفعني إلى الاعتقاد.... بأن كل طريق اقطعه للوصول إليك—
سينفذ منه يوما صخب الحياة والأحلام هكذا…
إلى ينتهي كسنديانة حزن وحيدة قد هجرتها السماء..كوردة تتحلل على جدار ذاكرتي—
لكني سأمضي في طريق حبك إلى نهايته ..
وأؤجل رحيل السماء وتحلل ذاكرتي--حتى انبعاث معجزة حبك...
أو انبعاث موتي
تحياتي لكم
شكراً لمروركم
ناهد