أنا لا أشبه تلك القصاصات-
فهي قد اكتفت على عجل من حمل حبي وحزني وحنيني..وصرخت بوجهي كفى
أما أنا.. فقد تجاوزت كل حدود حبي لك...
كل ارض ومنفى...فلا اكتفت روحي..ولا قلبي قد اكتفى - -
تجاوزت كل حدود حزني ..
حتى استعرت جسد كل الغيوم - -ووقفت هناك كنهر بلا ضفاف- -
كشجرة وحيدة تحت كل الفصول-
تجاوزت كل حدود حنيني إليك ... حتى استطعت أن استحضر وجهك...
وان آتي به كل ليلة إلى هنا-- -
رغم الحواجز..رغم العواصف - - رغم الحراس ورغم الحراب ورغم الهموم...
أنا لا أشبه هذه الأوراق....فهي لا تحمل سوى حقائب الكلمات- -
أما أنا.... فمن مطارات دمعي ودمي قد أرسلت إليك الكلمات - -
فكنت المدى- -كنت أجنحة المستحيل- -كنت صرخة المسافة وكنت الصدى - -
أنا لا أشبه هذه الأوراق- - -
هي قد كانت على عجلة من أمرها للوصول إلى دفؤك - -
أما أنا... فأجلس تحت صقيع نافذتك منذ سنوات..ولم اطلب منك مرة حتى وشاحا - -
اجلس تحت نافذتك لأحرسك حتى في أحلامك....
وأرجو الصباح أن يأتي إليك جميلا - -مشمسا وممكنا- -
أنا لا أشبه هذه الأوراق
فهي ستنتهي ذات يوم على رفوف خزانتك..وتستريح من حمل كل أعباء الحكاية
أما أنا-- فلن أنفذ منك يوما...سأبقى وقودا لكل اشتعالات قلبك القادمة - -
سأبقى صدر حزنك الذي لن تضيق به يوما أوجاعي- -
ولن تغادر منه أجنحة حناني- -مهما اتسعت بيننا المسافة- -واستعصت الطرقات على الوصول-
حبيبتي
-في تلك الليلة - -
لم أتعثر بصدفة- -تعثرت بزمن- -
لم يولد الحب طفلا - -ولد كبيرا جدا - -وغامضا جدا- -
كطائر أسطوري راح يحلق في سماء الفوضى- -
ويضرب بأجنحته زوايا الشمس- -
فتساقطت شظاياه على جسد الغيم الذي اخذ ينزف مطرا-
وكمكانت كبيرة ورطة ذلك المطر الذي عبر جسر قلبي في غير موعده- -
إلى الحد الذي وحد فيه بداخلي بين الرصاصة واليقين - -ومما أدخلني في حالة من الا وعي- - -
كم كانت كبيرة ورطة ذلك الحب الذي ولد واسعا- -
بحيث ضاقت بي كل الأمكنة- -
فلجأت إلى اقرب عنوان املك ولو وهما حق المكوث فيه - -
في محاولة يائسة للهرب من وجه العواصف القدرية- -
وكي لا أكون مجرد حجر نرد على طاولة المفاجأة- - -
ودون أن ادري بأني قدلجأت إلى عنوان مصاب بدوار الطمأنينة
نعم- -كانت تلك الليلة
كان الحب- -وكان الموعد- -
كان ذلك التجاوز المجنون لكل ناب ومخلب قد احتفظ بهما الفرح تحت ابتسامته- -
كان الوقوف أمام ذلك النهر المالح
- - المتربص بجراحي النائمة افتراضا على صدر الصمت
كان ذلك العمر المتواري خلف ستارة وهمية للموت
والذي كان سيطبق فكيه على أنفاسي –
عند تلك اللحظة التي سيفتح فيها أول باب للحقيقة- -
نعم --كان الحب-- كان موعدي الأول معك - -
وكان الجلوس عند حافةالهلاك –
وارتداء الغبار حلما ووعدا وتذكرة من اجل كل فصول حكايتنا القادمة
-فهل عرفت كم كان شاهقا وجه الحب في تلك الليلة- -إلى الحد الذي لامست فيه أصابع الموت
- -وأنا ما أزال في موعدي الأول معك --فقط في موعدي الأول- -
- وحده صوتك في تلك الليلة راح يطوق مساحات خوفي بالطمأنينة- -ويتوكأ على قلبي كخفقة
همست لحقول أنفاسي أنها ستكون حاضرة في بال كل الصباحات الآتية-
مع الشكر لمروركم
ناهد