أصبح من البديهي أن ثقب الأوزون في المنطقة القطبية الجنوبية يؤثر على المناخ على سطح الأرض، مما يؤدي إلى تغيرات هامة في درجات الحرارة السطحية وأنماط الرياح.
÷ تأكد مجدداً أن الإشعاع فوق البنفسجي على المرتفعات المتوسطة والمستويات السطحية شبه مستقر طوال العقد الماضي.
÷ المستويات المرتفعة للأشعة فوق البنفسجية في المنطقة القطبية الجنوبية لا تزال مشهودة عند اتساع ثقب الأوزون في فترة الربيع.
المواد والبدائل المستنفدة للأوزون
كثير من المواد الكيميائية المستنفدة للأوزون، مثل مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs)، التي كانت موجودة في منتجات من قبيل الثلاجات وعبوات الأهباء الجوية، قد أوقف إنتاجها تدريجياً. وقد زاد الطلب على المواد البديلة المسماة مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون (HCFCs) ومركبات الهيدروفلوروكربون (HFCs). وعدد كبير من هذه المركبات من غازات الاحتباس الحراري القوية.
يُتوقع التقرير أن يبدأ إجمالي انبعاثات مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون (HCFCs) في الانخفاض في العقد المقبل بسبب التدابير المتفق عليها في بروتوكول مونتريال في 2007. على أنها تتزايد حالياً بسرعة أكبر مما كانت عليه في السنوات الأربع الماضية. وأكثر مركب من هذه المركبات انتشاراً هو HCFC-22، الذي زاد في عامي 2007-2008 بنسبة أسرع من زيادته في عامي 2003-2004 قدرها 50 في المئة.
ويتوقع التقرير ان تزداد كميات وانبعاثات مركبات الهيدروفلوروكربون (HFCs) بمعدل 8 في المئة سنوياً تقريباً. والمركب HFC-23 منتج ثانوي ينجم عن إنتاج المركب HCFC-22. وعلى الرغم من أنه لا يؤثر على طبقة الأوزون، فإنه أقوى من ثاني أكسيد الكربون بمقدار 14000 مرة، باعتباره من غازات الاحتباس الحراري.
ويقول اخيم ستاينر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، «ان هذا يمثل مجالاً آخر ممكناً للعمل في إطار التحدي العالمي الذي يمثله تغير المناخ. وقد خلص فريق دولي من المنمذجين يعمل مع البرنامج (UNEP) إلى أن الالتزامات والتعهدات الحالية المرتبطة باتفاق كوبنهاغن لن تحقق على الأرجح الحفاظ على الزيادة العالمية في درجة الحرارة دون درجتين مئويتين بحلول عام 2050. والثغرة بين الواقع العلمي والمستوى المنشود يُتوقع أن يبلغ ما متوسطه 4.7 جيغاطن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنوياً - ويجب سد هذه الثغرة عاجلا خلال العقد المقبل أو ما قارب ذلك إذا ما أريد تحقيق الرقم المحدد البالغ درجتين مئويتين».
وأضاف ستاينر في تعليقه على اليوم الدولي للمحافظة على طبقة الأوزون قائلاً: «إن هذا التقرير يؤكد أن الأنشطة المضطلع بها لحماية طبقة الأوزون لا تمثل نجاحاً فحسب، وإنما تواصل تحقيق فوائد متعددة للاقتصاديات، بما في ذلك الجهود الرامية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. والإسهام في مكافحة تغير المناخ ليس إلا فائدة من هذه الفوائد، ولكن هناك فوائد أخرى مثل المنافع المباشرة في مجال الصحة العامة». معتبرا انه «لولا بروتوكول مونتريال واتفاقية فيينا المرتبطة به، لكانت مستويات المواد المستنفدة للأوزون في الغلاف الجوي قد زادت عشرة أمثال ما هي عليه بحلول عام 2050. ولكان هذا قد أدى بدوره إلى حالات إصابة بسرطان الجلد تصل إلى 20 مليون حالة إضافية وأكثر من 130 مليون حالة من عتم عدسة العين (cataract)، ناهيك بالأضرار التي تلحق بجهاز المناعة البشري وبالحياة البرية والزراعة».
وقال ميشيل جارو الأمين العام للمنظمة (WMO) «إن الأنشطة البشرية ستستمر في تغيير تكوين الغلاف الجوي. وبرنامج المنظمة للمراقبة العالمية للغلاف الجوي سيواصل لذلك أنشطته الهامة للمراقبة والبحوث والتقييم لتقديم البيانات العلمية الضرورية لفهم التغيرات البيئية والتنبؤ بها في نهاية الأمر على الصعيدين الإقليمي والعالمي».
وسيقدم فريق التقييم العلمي الملخص التنفيذي للتقرير الجديد في الاجتماع السنوي المقبل للأطراف في بروتوكول مونتريال، والمقرر عقده في كامبالا بأوغندا في الفترة 8-12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2010.
رجوع
..................................................أحييكم بخالص الود
...................................................تامر رسوق