صاحب المعلقات
زميلي في العمل أبو عبدو كل فترة كان يأ تينا بورقة واحدة مصورة عليها ما يشبه النثرية بعناوين غريبة ومحتوى اغرب لا تناسب كوكبنا يبيعها صاحبها بباصات النقل الداخلي في دمشق بليرة واحدة . ومن العناوين
( يا أسنان الشمس عودي ـ وغوربتشوف ستثقب ـ الثقب الأسود الكوني) وما إلى ذلك من عناوين
أما الصفات التي كان يطلقها على نفسه هذا الرجل ويزيل بها نثرياته فكانت
دكتوراه في الدراسات العاطفية
صاحب نظرية الثقب الأسود
صاحب المعلقات
ويضع رقم هاتفه الأرضي وعنوانه لمن يرغب بالمراجعة والاستشارة
كنا نعلق على صاحبنا أبو عبدو مازحين بأنه من طينة هذا الشاعر.
التاريخ قبل الزلزال السوفيتي بحوالي سنتين
صيف دمشق الحار
الجو مليء بغبار المصانع ودخان السيارات
لابد من الانتظار قليلاً حتى يأتي السرفيس
كنت انتظر استرعى انتباهي رجل قصير القامة أربعيني يحمل بيده بضعة كتب يظهر منها عنوان كتاب التوراة
كان واضحاً إن هذا الرجل لا يهتم كفاية بمظهرة الخارجي
جاء السرفيس أخيراً جلست بالقرب منه بادرته بالحديث
ــ هل هذا التوراة معرب
ــ يا أخي الأنبياء كلهم عرب
ــ الأخ أستاذ جامعة
ــ لا أنا الشاعر أبو نديم الم تسمع بي ؟؟
ــ نعم. نعم قرأت لك عدة قصائد يا أسنان الشمس عودي وغوربتشوف ستثقب ولكن سيدي الكريم لم أصل إلى المقصود من هذه النثرية إذا أمكن ولو سمحت تشرح لي ماذا تريد أن تقول
ـ عموماً أنا لي قصائد أكثر من ذلك بكثير حتى إني أفكر بجمعها في ديوان
بالنسبة لغوربتشوف الشباب يعتقدون أن ثمة خلاف شخصي بيني وبين غوربتشوف الحقيقة الرجل صديقي يا أخي(( بس بدو يخرب الاتحاد السوفيتي بدو يخربها ويقعد على تلتها ))
وصلنا إلى البرامكة نزل ودفع للسائق ثلاث ليرات ناداه السائق يا أخ الاجار خمسة رد عليه ولو ما عرفتني المفروض ما تاخد مني أنا الشاعر أبو نديم قال السائق يائساً :الله يثبت علينا العقل والدين روح أخي روح
بعد أيام من لقائي مع صاحب المعلقات
الإذاعة الصهيونية وضمن برنامج هذا الصباح الذي تورد به أهم عناوين وتعليقات الصحافة الصهيونية أوردت تعليقاً لصحيفة علهمشمار الصهيونية يقول :
نكتة يتداولها العامة في الاتحاد السوفيتي فيما بينهم فحواها
التقى زعيمان سابقان للاتحاد السوفيتي في الآخرة
سأل احدهما الأخر
ــ هل سمعت بالبروستاريكا
ــ نعم . نعم
ــ ما الذي بنيته أيام زعامتك
ــ لاشيء وأنت
ــ أيضاً لاشيء
ــ إذاً ما الذي يعاد بنائه
(اعتقد إن هذه النكتة صناعة صهيونية بامتياز لأنهم اعتادوا على خلط السم بالدسم)
تحققت نبؤه أبو نديم
لكن الزعيم السوفيتي الأخير لم يقعد على تلتها بل ربما قعد في المزرعة التي أهديت له في الكيان الصهيوني
لا يهم إن كان قد عزف على قيثارة نيرون أم لا
ـــــــــــــــــــــــــ
أبو عصام