أرسل لصديق نسخة طباعة اضف للمفضلة تكبير الخط تصغير الخط عودة
رفح : الأزمات المتتالية والفقر تسلب المواطنين بهجة رمضان وتغيب عاداته
قضت الأزمات المتتالية، وحالات الفقر المدقع التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة على الكثير من العادات والتقاليد الرمضانية المتوارثة بعد أن انشغل المواطنون في البحث عن حلول لتلك الأزمات وعجزوا عن توفير بعض متطلبات الشهر الفضيل.
بعضهم يقضون أوقاتاً طويلة في محاولة لتعبئة خزانات المياه، وآخرون يجتهدون للتغلب على أزمة الكهرباء الخانقة، فيما يحاول غيرهم شراء احتياجات أسرهم المتزايدة لا سيما وأن التسوق بات محصوراً في ساعات المساء نظراً لحرارة الطقس غير المسبوقة، بينما يفر الكثيرون من منازلهم الملتهبة لقضاء أوقاتهم على شاطئ البحر أو في أماكن مفتوحة.
المواطن أبو وائل شقفة من سكان حي تل السلطان أكد أن أسرته لم تعد تعقد حلقات السمر الرمضانية التي اعتادت على عقدها كل عام بعد أداء صلاة التراويح.
شقفة أكد أن الطقس الحار وانقطاع التيار الكهربائي أديا إلى ارتفاع حرارة المنازل وحالا دون عقد تلك الحلقات، موضحاً أنه يحاول الاستعاضة، باصطحاب أسرته إلى أماكن فسيحة أو إلى قطعة أرض يمتلكها للجلوس تحت الأشجار.
وأوضح شقفة أنه كثيرا ما يتحسر على تلك العادة التي وصفها بالجميلة، متمنياً أن تتحسن الأوضاع في السنوات المقبلة وتنتهي الأزمات التي يعيشها المواطنون ليتمكنوا من عقد "اللمات" الرمضانية من جديد.
أما المواطن محمود رجب فأكد أنه اعتاد مع أشقائه على إقامة الولائم في شهر رمضان بحيث تجتمع الأسرة التي تفرقت بفعل زيادة عدد أفرادها، موضحا أن تلك العادة التي وصفها بالجميلة لم تعد قائمة هذا العام بسبب ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن وصعوبة الحياة، ولفت إلى أنهم يحاولون استبدالها بتبادل الزيارات بين الفينة والأخرى.
وأكد رجب أن تعقيدات الحياة والظروف التي يمر بها المواطنون تفقدهم الكثير من العادات الجميلة وتجعل جل تفكيرهم منصباً حول كيفية توفير متطلبات أسرهم وحل الأزمات التي يمرون بها.
المواطن سعيد حسنين ألغى الكثير من العادات الرمضانية هذا العام بسبب الأزمات التي استحوذت على وقته، إذ لا يكاد ينتهي من تعبئة خزانات المياه التي لا تصل إلى منزله سوى ساعات معدودة كل ثلاثة أو أربعة أيام حتى يفاجأ بتعطل المولد الكهربائي لينشغل وقتاً طويلاً في إصلاحه.
ولفت حسنين إلى أن شهر الصوم تزامن هذا العام مع أزمات قاسية وصيف حار أنهك المواطنين وجعلهم لا يلتفتون إلى الأشياء الجميلة والعادات المحببة بقدر تفكيرهم في كيفية تدبر أمورهم وحل أزماتهم.
ولم يبد حال المواطن محمد طه الذي اصطحب أسرته إلى شاطئ البحر هربا من حرارة الجور أفضل ممن سبقوه.
طه الذي بدا منزعجاً جراء أزمة الكهرباء الخانقة أكثر من انزعاجه من أية مشكلة أخرى تساءل عن كيفية ممارسة عادات جميلة في ظل أجواء قاسية ونفسيات مكتئبة.
وأوضح أنه يحاول قدر المستطاع التخفيف عن أسرته والترويح عن أبنائه، وبين أنه تناول طعام الإفطار أكثر من مرة على شاطئ البحر خاصة في الأيام التي يتزامن فيها موعد الإفطار مع انقطاع التيار الكهربائي.
ولفت إلى أنه قصر فعاليات هذا الشهر على زيارة الأرحام والأقرباء فقط، قائلا "حتى القطايف والكنافة لم نتذوق طعمهما المعتاد كما الحال في السنوات الماضية".
عن صحيفة الأيام......تاريخ النشر اليوم الأربعاء 25 /8/ 2010
...................................................................أحييكم بخالص الود
.....................................................................تامر رسوق