رسالة نوسترداموس الى ابنه سيزار
نوسترداموس هو طبيب ومتنبىء بروفانسي عاش في القرن السادس عشر
هذه الرساله كانت بداية لما تضمنه كتابه الذي كتبه نوسترداموس على شاكلة النثريات لخوفه من محاكم التفتيش
وقد أحببت ان انشرها في هذا المنتدى لمحتواها على نمط من الفلسفة التي كانت رائجة في القرن السادس عشر في أوربا
نص الرسالة
التحيات إلى سيزار نوسترداموس ابني
جعلني مقدمك المؤخر يا بني اقضي وقتاً طويلاً وليال قلقة في التفكير حتى ابعث لك بالرسالة واترك لك هذه الذكرى بعد موتي وللإنسانية كلها, والتي منحتني إياها الروح السماوية
متبصراً بوسائل علم الفلك وبما إنها مشيئة الله انك لن تعش هنا في هذه المنطقة ((بروفانس)) فأنات لا أريد أن أتكلم عن السنوات القادمة بل عن الأشهر التي ستقضيها في محاولة لفهم عمل
هذا والذي سأرغم أن اتركه لك بعد موتي ولم يكن بإمكاني أن اترك لك سفراً أوضح من هذا
لان جور هذا العصر ((1000)) سيحكم مثل هذا العمل وسيظل سره مدفوناً في قلبي لهذا السبب وضع في حسبانك أن الأحداث التي وصفتها أنا لم تأتي بعد وان الله يحطمها وسيطير عليها وقد ألهمني الله هذه النبوءة باللجوء إلى تأكيدات فلكية وهي ليست نتاج عربيد أو مهتاج أو ساحر مبين المشيئة الإلهية وروح النبوءة هما اللذان ألهماني إياها وخلال فترة زمنية طويلة تنبأت بإحداث مستقبلية معينة واعزوها إلى القوة السماوية التي تؤثر في الأحداث سعيدة كانت أم تعيسة ((ورأيت الأحداث في فجائيتها الكاملة وهي ستعبر مناطق الأرض وقد شئت أن أبقى صامتا عما رأيته بسبب الظلم السائد في العصر الحالي(محاكم التفتيش) والجور الذي سينتشر
بظلالها خلال القادم من السنين
ولن أوضح ما قلت لان الحكومات والطوائف والبلاد سيخضعون للتغيير الشامل والجارف مخالفين لما هو سائد الآن وعندما أشير إلى الحوادث القادمة فان اللذين هم الآن في مراكز القوة من ملوك وزعماء الطواف والأديان سيجدون النبوءات مختلفة تماماً عما في خيالاتهم لدرجة أنهم سينقادون إلى شجبي وإدانة رؤية ووعي القرون القادمة وتمثل دائماً قول السيد المسيح: لا تعطي أي شيء ذا قيمة للكلاب ولا ترمي باللالىء أمام الخنازير خشية أن تدوسها بأقدامها لا ثم تهاجمك وتمزقك اربأ لهذا السبب سأرمي بقلمي لأنني رغبت أن أسهب فغي بياناتي التي تتعلق ببزوغ العامة ملتجئاً إلى التعليقات الغامضة لحوادث المستقبل القريب والبعيد وذلك حتى لا يصدم التحول الإنساني الذي يمكن أن يحدث إذاً فقد كتب العمل بصورة سديمية غير واضحة وليس ضمن إطار نبوئي واضح المعالم
الى حد انه ( انك أنت قد أخفيت تلك الأشياء عن الحكيم العاقل والحذر أي عن الحكام والجبابرة وأنت قد طهرتها للضعفاء والمساكين)
وبمشيئة الله توحي تلك الأشياء للأنبياء بمنحهم القدرة على الإدراك وبالتالي التنبوء بما هو قادم
ولن يتم العمل بدون تلك القدرة حيث القوة والعمل الصالح التي تكمن في من وهبت لهم وهذه القوة معرضة لمؤثرات أخرى تنبع من قوة الخير التي تأتي من خلال تأمل هؤلاء في أنفسهم وبتأثير القوة لتمنح لنا النبوءة يدفئها وقوتها كما تؤثر أشعة الشمسي على كافة الأشياء حية كانت أم جامدة نحن بصفتنا كائنات بشرية لا نستطيع عبر وعينا وثقافتنا أن نعرف أي شيء عن أسرار الخالق( لأنه ليس لنا أن نعرف عن الأزمان أو لأحداث) ومع هذا فانه يمكن التنبوء بشخصيات المستقبل في الزمن الحاضر عندما يشاء الله أن يوحيها باللجوء الى الصور وكذلك الإيحاء بالأسرار المستقبلية من خلال علم التنجيم الشرعي
و كما كانت الحالة في الماضي أي إن معيار القوة والنبوءة تكمن عبرهم فان لهيب الروح تلهمهم ليقولوا من خلال الوحي أمور الإنسان والسماء وأذا شاء الله فأنه يجسد الأحداث التي نبئ بها وهي مطلقة وهنالك مستوى أخر هو الأعمال الملائكية وسبيلاً أخراً هو الأشرار ولكن بني أنا أحدثك هنا بغموض اقل
وفيما يتعلق بالنبوءات الغامضة فان المرء يستلهمها من خلال روح النار اللطيفة وفهمه له يثار عبر التأمل في النجوم البعيدة وأيضاً بواسطة نطق القرارات ويجد المرء نفسه دهشاً عند إنتاجه للنبوءة دون خوف من اتهامه بالثرثرة الوقحة والسبب هو كون النبوءة نابغة من عند الله وقوته السماوية وأؤكد لك بني إني ما تحاشيت وصفي بالنبي في الوقت الحاضر إلا لكوني لا أرغب أن أعزو لنفسي هذا اللقب الرفيع والنبيل ولان النبي يابني هو الذي يرى الأشياء البعيدة من خلال معرفة طبيعية لكافة المخلوقات
ومن المستحيل للنبي الذي يحدث ذلك الضوء الكامل للنبوءة ان يصنع أشياء ظاهرة وجلية إنسانية وسماوية لان هذا لا يتم بطريقة أخرى وبالتالي يعطي المؤثرات للتنبوء بالمستقبل الممتد بعيدا في الزمن ولا يمكن لأسرار الله أن تدرك إذ أن التأثير على الأحداث مرتبــط
بالامتداد العظيم للمعرفة الطبيعية ولا يمكن فهم المستقبل إذا ما أوحي من خلال امتلاك بعض من أصول تلك المعرفة لوصف أحداث المستقبل بإرادة حرة ولا يمكن فهمها أيضاً بالتفاسير التي يضعها الإنسان ولا بضرب أخر من المعرفة والإدراك أو بالقوى الخفية الراقدة تحت القبة الزرقاء لا حاضراً ولا في الخلود القادم لكن التسبب في أحداث هذا الخلود المتماسك بصرف جهود هرقلية
ولو كنت يابني في المستقبل فلسوف تعلم وأنت فوق ثرى وطنك وتحت سمائه أن هذه الأحداث قائمة لا محالة
سالون الاول من مارس من عام 1000
نقل من كتاب ((حدث غداً)) لنوسترداموس
ابو عصام [b]