معركة من الزمن الغابر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت المناظر تمر أمامها وهي بطريقها إلى بيت جدتها في احد القرى كأنها أمام شاشة تلفاز ملونة إنها فرحة تشعر بالنشوة إنها تزور جدتها في القرية وهي التي تربت في المدينة منذ زمن لم ترى تلك الأماكن إنها عطلة المعهد الذي تدرس فيه وقد طلبت من أمها أن تزور جدتها فوافقت الأم على أن لاتطيل المكوث هناك وصلت إلى التل الذي تقع فوقه القرية وبدأت تجتاز الطرقات الترابية حتى وصلت إلى بيت الجدة كان اللقاء وديا حميمياً آتت أخت الجدة إلى البيت وسهرت معهم فتأخرت في السهرة طلبت الجدة من أختها المبيت عندها فالساعة متأخرة والضيعة لم تصلها الكهرباء بعد. بلغت الساعة الواحدة ليلاً حان موعد النوم . لم يكد النعاس يتسلل الى جسها حتى بدأت تشعر ان هناك حركة ما .وأصوات تنبعث من الخارج وهي قريبة . صهيل خيل. صليل سيوف 0 صرخات
غريب لا يوجد تلفاز في تلك الضيعة ماهذا اعتقدت في البداية انها تحلم
نادت الجدة :جدتي الا تسمعين
قالت الجدة: حسناً بنيتي نامي والصباح ر باح
ردت : جدتي اسمع صراخاً في الخارج وكان هناك من يقتل؟ إنها معارك جدتي تدور في الخارج
أجابت الجدة :ابنتي نامي لابأس عليك الموضوع عادي سأخبرك في الغد دعينا ننام الآن
لم تستطع النوم طيلة الليل فالأصوات كأنها بالقرب من البيت وكأنها معركة من الماضي البعيد لم تصدق عندما لاحت خيوط الفجر الأولى وبدأت الأصوات تتلاشى وحل محلها صوت العصافير والحيوانات الموجودة في القرية
الجدة :بنيتي هل ارتحت في نومك عندنا
تجيب : لم انم طيلة الليل ماهذا الذي يحدث جدتي؟
الجدة : لقد اعتدنا على هذا الأمر منذ زمن طويل يقال ابنتي انه في الزمن الغابر دارت معركة في هذا المكان
ومات فيها الكثيرون وفي كل عام بمثل هذه الأيام يسمع جميع أهل القرية تلك الأصوات التي تدوم حوالي عشرة أيام وبعدها تختفي فنحن اعتدنا عليها وهكذا كان أبائنا وأجدادنا . لا أحد يدري في أي زمن دارت تلك المعركة.ولا بين من ومن دارت رحاها ولكن الأصوات التي تسمع تؤكد أن لغتهم تختلف عن لغتنا
الله اعلم بنتي
أريد أن أسألك كم ستبقي لدينا لقد اشتقنا لكم بنتي لم نعد نراكم منذ زمن
ـ جدتي سأغادر اليوم أوصتني أمي أن لا أطيل مكوثي لديكم.
كانت تنوي البقاء عدة أيام ولكن هذا الرعب الذي عاشته الليل الفائتة ألغى تلك الفكرة من مخيلتها
عادت إلى المدينة وبقيت أيام عديدة ترى حوادث تلك الليلة في أحلامها
أبنائها أصبحوا كبار بالسن ولازالت تشعر بالقشعريرة تدب في جسدها كلما تذكرت أو روت تلك الحادثة
والله في خلقة شؤون
ابو عصام